حذّر البنتاغون إيران من أي «لعبة خطرة» قد تهدّد وقف النار في اليمن، والذي كان مفترضاً سريانه قبيل منتصف ليل أمس، بموجب هدنة إنسانية أعلنتها قوات التحالف بقيادة السعودية، ولمدة خمسة أيام. وجاء تحذير وزارة الدفاع الأميركية مساء أمس، بعدما أعلن قائد في البحرية الإيرانية أنها سترسل سفناً حربية لمواكبة سفينة محمّلة مساعدات إيرانية لليمن. معروف أن التحالف لوّح باعتبار الهدنة ملغاة إذا لم يلتزم بها الحوثيون وحلفاؤهم. وقبل ساعات من بدء سريانها سادت مخاوف من تداعيات محتملة لمحاولة إيران «كسر» الحظر البحري والجوي المفروض على اليمن، لمنع تزويد الحوثيين أسلحة. وحض البنتاغون طهران على تسليم أي مساعدة إنسانية لليمنيين إلى مركز تابع للأمم المتحدة في جيبوتي. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن قائد في البحرية الإيرانية أن سفناً حربية إيرانية سترافق سفينة مساعدات متجهة إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين. وقال الأميرال حسين أزاد: «الأسطول الرابع والثلاثون الموجود في خليج عدن، عليه مسؤولية خاصة بحماية سفينة المساعدات الإنسانية الإيرانية». وفي الرياض نقلت وكالة «فرانس برس» عن الناطق باسم التحالف العميد الركن أحمد عسيري أن سقوط المُقاتلة المغربية من طراز «أف 16» في اليمن يعود إلى خلل فني أو خطأ بشري، نافياً أن يكون الحوثيون أسقطوها. في غضون ذلك، وصل الى اليمن أمس، المبعوث الجديد للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد قبل ساعات من بدء سريان الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها السعودية لمدة خمسة أيام. وقال ولد الشيخ إنه وصل إلى صنعاء للإعداد للهدنة وإطلاق المحادثات المتعثرة بين أطراف الصراع اليمني. وهذه هي المهمة الأولى في اليمن للديبلوماسي الموريتاني الذي حلّ نهاية نيسان (أبريل) الماضي محل المغربي المستقيل جمال بنعمر. وقبل وصوله الى صنعاء زار المبعوث الدولي الجديد السعودية، والتقى الجمعة الماضي في الرياض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يسيطر عليها الحوثيون عن ولد الشيخ قوله: «مقتنعون بأن ليس هناك حل للمشكلة اليمنية إلا من خلال الحوار الذي يجب أن يكون يمنياً». ودانت منظمة «هيومان رايتس ووتش» أمس، تكثيف الحوثيين مساعيهم لتجنيد الأطفال خلال الأشهر الماضية. وفي جنيف قال أدريان إدواردز الناطق باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن طائرات تستعد للإقلاع من دبي محمّلة 300 طن من الأغطية ومواد الخيام. وأضاف أن المفوضية بدأت الترتيبات الأخيرة لإغاثة إنسانية جوية ضخمة إلى صنعاء، تقرر أن تُنفّذ خلال الأيام المقبلة إذا سرى اتفاق وقف النار وصمد. وأكد برنامج الغذاء العالمي استعداده ل «تقديم حصص غذائية لأكثر من 750 ألف شخص في المناطق المتضررة بالنزاع». ورست السبت سفينة محمّلة ب250 ألف ليتر من المحروقات والتجهيزات، في ميناء الحديدة غرب اليمن، وهناك سفينة ثانية موجودة في المياه الدولية محمّلة 120 ألف ليتر من المحروقات، وتنتظر أن ترسو في الميناء. ميدانياً شنت طائرات التحالف ثلاث غارات على مواقع للحوثيين شمال صنعاء واستهدفت الغارات صباح امس ومساء الإثنين مخزن أسلحة للحوثيين في جبل نقم الذي يشرف على شرق العاصمة، ما أدى إلى انفجارات. وفي عدن لم تنقطع المعارك بين الحوثيين ومناصري الرئيس عبدربه منصور هادي ليل الثلثاء. وأعلن مصدر في أجهزة الإغاثة مقتل 6 اشخاص، بينهم 5 مدنيين، وجرح 52.