يواظب سمير محمد على تدخين «النرجيلة « منذ زهاء عشرة أعوام، وإذا كان الطعم المفضل لديه محدداً ولا يبدله بطعم آخر إلا في حالات نادرة، فإن هذا الشاب الثلاثيني يملك أكثر من 15 نرجيلة بأشكال مختلفة، يستعملها للتدخين وليس فقط للديكور. فمنذ أواخر كانون الأول (ديسمبر) من كل عام وطوال كانون الثاني (يناير)، يستخدم سمير نرجيلة على هيئة «بابا نويل»، «فلكل موسم أرغيلته» كما يقول. وخصص سمير غرفة في منزله للتدخين بعيدة نسبياً من بقية الغرف، تصطف على جدرانها «النراجيل»، ويبدو شكل بعضها غريباً. فإحداها على هيئة برج المملكة، وأخرى مستوحى تصميمها من «الفيصلية»، وهما ناطحتا سحاب والمبنيين الأعلى في السعودية، وذلك إلى جانب «نراجيل» بأشكال تقليدية، وبأحجام مختلفة، بعضها لا يتجاوز ارتفاعه طول الكف، يستخدمه سمير خلال سفراته، فهو لا يستغني عن نرجيلته خلال السفر ويوضبها مع مستلزماتها في حقيبة صغيرة خاصة. ويقول: «الأشكال الغريبة أطلبها من مصانع خارج المملكة، ومن الصين تحديداً، وذلك من خلال موقع المصنع على شبكة الإنترنت، ويتم الدفع إلكترونياً، فيما يتم إرسالها عبر شركات النقل السريع»، لافتاً إلى وجود «صعوبة في استيراد هذه الأنواع من مصر». تبدأ أسعار النرجيلة من 120 ريالاً (32 دولاراً)، فيما يصل بعضها إلى ألف ريال (267 دولاراً)، وقد يرتفع أكثر إذا طلب المشتري تصميماً مصنوعاً خصيصاً له يتولى هو رسمه ووضع لمساته عليه. وذكر بائع محلي أنه «على رغم تحول الأشكال إلى موضة يتسابق عليها المدخن أو المدخنة، فإن الطلب على الشكل التقليدي للشيشة لا يزال حاضراً بقوة، فالغالبية تفضل الاستمتاع بالطعم أكثر من الشكل الذي ليس له أدنى تأثير في وظيفة الشيشة». إلا أن كثيراً من المغرمين بالتدخين، تحولوا من كونهم متعاطين له وينفثونه في الهواء، بحثاً عن الكيف والتسلية، إلى مهرولين خلف أشكال غير تقليدية تضفي على تعاطيهم أداة تستهلك صحتهم وتضعفها، إلى موضة لها إصدارات ونسخ محدثة وبأسعار مرتفعة، على رغم أن الشكل لا يؤثر على وظيفة الدخان، ما يجعل الأمر أقرب للتباهي بين الأقران. وكان آخر أشكال النراجيل على هيئة الساعة الموجودة في الحرم المكي، وكتب عليها لفظ الجلالة «الله»، ما اعتبره كثيرون أمراً «غير لائق». وذكر مغردون أن «تصميم أشكال على غرار ساعة الحرم وحملها لفظ الجلالة فيه إساءة»، متسائلين إن كانت «قلة التصاميم جعلت المصمم يلجأ إلى هذا الشكل»، مطالبين وزارة التجارة والصناعة والبلديات ب «مراقبة ما يعرض في تلك المحال، ومصادرة ما يسيء إلى الدين أو العرف الاجتماعي». وعلى رغم عدم عرض مثل هذا الشكل في محال بيع الشيشة وأدواتها، إلا أن عدداً من الباعة ذكروا ل «الحياة» أن هناك أشكالاً كثيرة، أحدها الشكل الذي انتشر على هيئة ساعة الحرم، مشيرين إلى أن هناك أشكالاً أكثر غرابة، ولكن يفضل عدم عرضها للبيع، لندرتها من جهة، وتحسباً لمنع بيعها من وزارة التجارة والصناعة من جهة أخرى، خصوصاً أن أسعارها «مرتفعة»، والطلب عليها «محدود»، وتقبل عليها فئة محددة. وعُرفت دول بعينها بالتفنن في صناعة أشكال الشيشة، ومنها مصر وإيران، إلا أن الصينيين تميزوا عبر تحويل شكل الشيشة إلى فن يتجاوز محاكاة التراث أو المعالم العالمية، إلى شكل خفيف وسهل التنقل يضفي عليها ملمحاً جمالياً، ويخفي وراءه أضرارها. تملك السويد أغلى نرجيلة، وهي صنعت باستخدام السيراميك والمعادن والجلود، ويطلق عليها اسم «ديسفال»، ويقدر ثمنها ب 60 ألف دولار. ويجري تصنيع الأشكال الغريبة من الحديد أو «الستانلس» أو الصاج، وتختلف أسعارها وفق الخامة المصنوعة منها. وثمة أشكال عدة، منها «برج إيفل» الفرنسي و «أبو الهول» المصري، أو تتخذ شكل مجسمات زجاجية ملونة لافتة للنظر، بالإضافة الى أشكال موسمية لا تُطلب بكثرة طوال العام، مثل «كأس العالم» وغيرها.