يقيم معهد العلامة البروفيسور عبدالله الطيب للغة العربية، بالتعاون مع الملحقية الثقافية السعودية في الخرطوم مساء اليوم، ندوة حول كتاب الأديب السعودي عبدالعزيز عبدالمحسن التويجري "في أثر أبي الطيب من اليمامة إلى الدهناء" في قاعة الشارقة في جامعة الخرطوم، ويشارك فيها الدكتورالصديق عمر الصديق ومحيي الدين الفاتح. وكتاب التويجري ليس كتاباً في الفلسفة، كما يقول بعض دارسيه، ولا هو كتاب في الدين، ولا دراسة ناقدة لأدب المتنبي، ولا خطرات ذاتية أو تأملات شخصية يفرض فيها صاحبها آراءه، "لكنه مزيج من هذا كله، لأنه كتاب الحياة المفتوح الذي لا يستطيع فكّ رموزه إلا مَنْ أدرك بثاقب حسهّ وصفاء فطرته، وعصارة تجربته الطويلة معنى الحياة". وبحسب الأديب عبداللطيف الأرناؤوط: «صاغ المؤلف كتابه "في أثر المتنبي" على صور رسائل يوجهها إلى الشاعر المتنبي بعد أن يورد في صدر كل رسالة قصيدة أو بعضها للشاعر تكون مداراً لمحاورته». والمؤلف يحسن اختيار النصوص التي جعلها مواضيع لرسائله من شعر المتنبي، فقد تكون أبياتاً في الحكمة تعكس وجهة نظر الشاعر في شؤون الحياة والكون والإنسان، وقد تكون تعبيراً عن مواقف اتخذها الشاعر تحت تأثير ظروف خاصة، فهي تمثل حبّه وكرهه، وغضبه ورضاه، ونوازع نفسه أو ردود فعله العنيفة أو الهادئة، وتفصح عن طبعه وملامح شخصيته الإنسانية. هي مختارات تجمع بين عمق الفكرة وسحر البيان. فالقارئ يستمتع بقراءتها قدر ما يستمتع بقراءة رسائل المؤلف، ويحسّ أنه يحيا في قلب حديقة من الجمال صاغتها ريشتان مبدعتان لشاعر مبدع وناثر متمرس.