فيما علمت «الحياة» أن وزارة الخارجية السعودية ستصدر بياناً توضيحياً في شأن العثور على أفراد عائلة زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في إيران، أكد خبراء أميركيون مختصون في شؤون مكافحة الإرهاب أن رفض الولاياتالمتحدة عرضاً من حكومة الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي تسليمها قادة تنظيم «القاعدة» الذين لاذوا بإيران بعد الاحتلال الأميركي لأفغانستان نهاية سنة 2001، في مقابل تسليم طهران قادة منظمة «مجاهدين خلق» الذين استضافهم نظام صدام حسين في العراق، هو السبب الرئيسي لاستمرار بقاء أفراد أسرة زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في مجمع حكومي خارج العاصمة طهران. وأشار الخبراء – طبقاً لصحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية – إلى أن الكشف عن «اختفاء» سعد بن لادن منذ نحو عام، بعدما افتضح أمر وجود أفراد العائلة في إيران، أثار قلقاً في الدوائر الأميركية المعنية بمكافحة الإرهاب، إذ تتمسك هذه الجهات بأنّ لنجل زعيم «القاعدة» دوراً في قيادة التنظيم وتخطيط عملياته الإرهابية، فيما يقول أخواه عبدالله المقيم في السعودية وعمر المقيم في الدوحة إنه غافل حراسه الإيرانيين، وهرب للبحث عن والدته في عام 2008. وطبقاً لتقارير أجهزة الاستخبارات الأميركية فإن واشنطن تعتقد بأن سعد بن لادن ظلّ يتبوأ مرتبة قيادية متقدمة في «القاعدة» منذ العام 2003، وأنه يقود الشبكة الإرهابية للتنظيم من الأراضي الإيرانية. وتزعم التقارير أن تلك المعلومات تمّ تعضيدها من مسؤولين أميركيين وأوروبيين وعرب. وطبقاً لمعلومات تلك التقارير فإن قوة خاصة من وحدات «قوة القدس» التابعة للحرس الثوري الإيراني تتولى حماية نجل ابن لادن. بيد أن تقارير تالية أشارت لاحقاً إلى أن إيران سمحت لسعد بن لادن بمغادرة أراضيها في أواخر 2008، وأنه عاد إلى أفغانستان. وأوردت أنباء أميركية في تموز (يوليو) 2009 أنه قتل في غارة شنتها طائرة تجسّس أميركية بلا طيار في الأراضي الباكستانية. وهو ما لم تؤكد صحته أي جهة. على صعيد آخر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست إن السعودية لم تقم حتى بأي إجراء لتأييد هوية امرأة قدمت نفسها بأنها ابنة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وقال مهمانبرست لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) السبت: «کما اعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في تصريح للقناة الثانية لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون الايرانية، فإن السفارة السعودية زعمت بأن بنت ابن لادن موجودة في السفارة إلا انها حتى الآن لم تثبت هوية هذه المرأة لمسؤولي وزارة الخارجية الإيرانية». واضاف: «کما قلت لشبكة «برس تي في» الإيرانية فإنه وفقاً للمصادر الحدودية الإيرانية لم يدخل أي شخص الحدود الإيرانية بهذه المواصفات إلا في حال دخوله بشكل غير قانوني». وقال: «إن السفارة السعودية وخلال مذكرة إلى دائرة الرعايا الأجانب زعمت ان بنت ابن لادن موجودة في السفارة، وأعلنت أنها وبسبب دخولها غير القانوني إلى الأراضي الإيرانية لا تمتلك مستندات لمغادرة إيران، ولذلك المطلوب هو إصدار مستندات ضرورية لكي تغادر الأراضي الإيرانية إلى السعودية». وزاد أن «دائرة الرعايا الأجانب طلبت من السفارة السعودية لكي ترى في إطار القوانين الإيرانية هذا الشخص وبعد تأييد هويته تقوم بإصدار الوثائق اللازمة». وأضاف أن السفارة السعودية «لم ترد حتى الآن على هذا المطلب وان القضية بقيت في إطار ادعاء فقط». واکد مهمانبرست وجوب «أولاً إثبات وتأييد صحة خبر حضور بنت ابن لادن في السفارة السعودية في إيران، وبعد ذلك اتخاذ قرار بهذا الشأن».