هذا التلاحم الكبير بين أبناء الجسد الواحد، جسد كل معاني الاخوة العميقة والتكاتف المتين، إذ أظهر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تواضعه وبساطته التي عرفه بها شعبه الكريم لحظة استقباله أخاه ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الذي تجاوز العارض الصحي الذي مر به، تجسد هذا التواضع والاحترام عند التقاء الاخوة، عندما حاول الأمير سلطان تقبيل يد «ملك الإنسانية» الذي رفض ذلك وسط إصرار ولي العهد الأمير سلطان، المعبر عن احترام عميق للملك عبدالله، لحضوره لاستقبال ولي عهده. لقد جاءت تباشير الفرح والسرور والخير الوفير واكتملت معها فرحة الالتحام بين القيادة والشعب وصاحب الأيادي البيضاء والابتسامة التي تسعد القلوب قبل العيون، إذ جعلت الجميع يتعلق بحبه صغيراً وكبيراً، لقد مسحت الدمع عن اليتيم، وصرت أباً للفقراء والمحتاجين، ونصيراً للمظلومين، فتحت قلبك لكل الناس، فأظهر الجميع الحب العميق لك، فنحن نرفع الأكف بالدعاء أن يمد الله في عمرك، وأن يديم عليك نعمة الصحة والعافية، وأن يجعلك سنداً وذخراً للإسلام والمسلمين. إن أعمال «سلطان الخير» كثيرة وتعتبر نموذجاً للخير والإنسانية، ونهجاً لكل من نذر نفسه لله سبحانه وتعالى، ومؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية تعتبر أحد الشواهد لخدمة الإنسان، تنبع من وجدان هذا الرجل المحب للخير دائماً، إذ قدم العون والمساندة للمراكز العلمية والطبية والمنح الدراسية وغيرها كثير، ما أصعب الكتابة عن أهل الخير في بلد الخير، فلنهنئ أنفسنا بعودة «سلطان الخير»، ونهنئ وطننا العزيز بعودة «سلطان المجد» إلى بلدنا الغالية التي تحمل له الحب والوفاء، وسلمت أياديك الكريمة.