تحركت وزارة التعليم العالي في رصد أعمال اختبارات الطالبات «المنتسبات» في كليات البنات بجميع مناطق المملكة لمعرفة سلبياتها بعد أن كسرت الطالبات حاجز 84.69 في المئة ب «الرسوب» بحسب إحصاء أوردته الدكتورة هيا الرواف من جامعة الملك سعود في دراسة أجرتها ميدانياً وشارك فيها 680 عضواً من هيئة التدريس. وإدراكاً لأهمية مشكلة الرسوب وآثاره الاقتصادية والتربوية، علمت «الحياة» أنه تم تكليف عميدات الكليات بكتابة تقارير عن أهم السلبيات والإيجابيات لأعمال اختبارات المنتسبات، ومن ثم جمعها في نهاية الاختبارات وإرسالها بخطاب واحد حتى تتم الإفادة منها.وذكرت الرواف في الدراسة (حصلت «الحياة» على نسخة منها) أن من العوامل العلمية التي أسهمت في رسوب الطالبات تصحيح الإجابات عبر مكائن التصحيح الآلية، «إذ ان عدم فهم الطالبات لعملية المسح والتعديل يجعل الجهاز يرفض السؤال وإجاباته وبالتالي يتم حذفه». ووجدت أن عدم تحقيق رغبة الطالبة في اختيار التخصص الذي تريده وعشوائية التخطيط لتطبيق أنظمة الانتساب وعدم وجود دورات وعدم توافر مراكز في المناطق البعيدة عن الكلية، كانت من ضمن العوامل الإدارية التي أدت إلى رسوب الطالبات المنتسبات.وأكدت الباحثة أن من المقترحات للتقليل من نسبة رسوب الطالبات استعانة إدارة الكليات بالأساتذة والخبراء في مجال تعليم الكبار للاستفادة من خبراتهم في مجال التعليم عن بعد، وكذلك عمل دورات تدريبية لجميع العاملين في مجال الانتساب لتعريفهم بنظام الانتساب، مع تشجيع أعضاء هيئة التدريس على العمل من خلال فريق لتحديد المناهج بدقة مع الشروح وإجابات نموذجية للأسئلة وذلك قبل بدء العام الدراسي بمدة زمنية كافية. ودعت الرواف إلى إنشاء إدارة مستقلة للانتساب تندرج تحتها جميع الكليات التي يوجد بها نظام الانتساب، لتقوم بإعداد الحقائب التعليمية وأسئلة الاختبارات، مع أهمية وضع موازنة خاصة للانتساب يصرف منها على مكافأة أعضاء هيئة التدريس الذين يعملون على إرشاد وتوجيه الطالبات المنتسبات وتصحيح الأوراق.وأوصت بافتتاح مكاتب فرعية لإدارة الانتساب في جميع مناطق المملكة تسهل على الطالبات الاتصال بإدارة الانتساب، إضافة إلى وضع نظام يساعد في تحقيق رغبة الطالبة في التحاقها بالتخصص والكلية التي ترغبها، وكذلك تخصيص جزء من مواقع الكليات على الإنترنت واستخدامها في عرض بعض المحاضرات.وكانت المملكة افتتحت في عام 1423ه نظام الانتساب في كليات التربية للأقسام الأدبية وكليات إعداد المعلمات، إضافة إلى كلية الآداب التي كان باب الانتساب مفتوحاً فيها. وفي أول أعوام المشروع وفّرت له كل مقومات النجاح البشرية والتقنية والمادية وفاء بأحقية الفتاة السعودية لإكمال مسيرتها التعليمية، ولما للمشروع من آثار اجتماعية ونفسية ووطنية.واشترط لقبول الطالبة حينها الحصول على الثانوية العامة أو ما يعادلها من داخل المملكة أو خارجها بنسبة لا تقل عن 60 في المئة، ومدة دراسة تبلغ أربع سنوات، فيما كان النظام يقضي بأن تدرس الطالبة السنة الأولى منتسبة وتحول الطالبة المنتسبة إلى منتظمة إذا نجحت إلى المستوى الثاني بمعدل 80 في المئة فأعلى ولم تحمل أية مادة.