عاشت جدة أمس (الأربعاء) هاجس الأربعاء 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 الذي لن ينساه قاطنوها بما حمل من أمطار غزيرة وسيول ووفيات ودمار، بعدما هطلت أمطار ليل الثلثاء أفرغت شوارع المدينة من سائقي السيارات والمشاة، وأدت إلى إغلاق عدد من محطات المحروقات، فيما سجلت مدارس شرق جدة ووسطها وجامعة الملك عبدالعزيز إغلاقاً وغياباً شبه كامل. بيد أنه على رغم أن الأمطار كانت مصحوبة بسحب ركامية وزوابع رعدية مخيفة، ما أدى بدوره إلى إغلاق مطار الملك عبدالعزيز الدولي نحو ساعتين، إلا أن غرفة عمليات الدفاع المدني لم تتلقَّ بلاغات عن أي حوادث، فيما بدت السلطات المعنية في حال استنفار أقصى تحسباً من أي أضرار أو إصابات. من جهة أخرى، أنقذ رجال الدفاع المدني مساء أمس تسعة أشخاص من الموت غرقاً احتجزتهم مياه السيول وسط وادي العقيق (شمال الطائف) واستمرت عمليات الإنقاذ حتى بزوغ شمس الأربعاء. وسال واديا العقيق، وغيثا بارتفاع يزيد على 1.5 متر لدرجة أنهما غمرا بعض السيارات. وكانت أمطار غزيرة هطلت مساء أول من أمس على محافظة الطائف شملت الأحياء والمراكز الإدارية التابعة لها وخلّفت عدداً من البلاغات عن محتجزين، وتماسات كهربائية تسببت في حرائق بمنازل ومحال تجارية. وفي جازان، هطلت أمطار غزيرة على محافظات المنطقة أمس، ما أدى إلى قطع عدد من الطرق، ورافقتها رياح قوية أدت إلى اقتلاع أسقف بيوت وأشجار وأعمدة كهرباء. ونجحت فرق الدفاع المدني في إنقاذ 11 معلمة وطالبة علقن في السيول. وفي الطريق بين صبيا – جازان انعدمت الرؤية وتوقفت حركة السير نحو نصف الساعة، فيما توقفت حركة النقل البحري بين جازان وفرسان وحركة الصيد في مدينة جازان. وفي حائل، تواصل أمس هطول الأمطار على مدينة حائل وضواحيها لليوم الثاني على التوالي، وسال عدد من الأودية الصغيرة والشعاب. بيد أن فرق «الدفاع المدني» لم تتلقَّ أي بلاغ عن وقوع خسائر. وكانت جدة شهدت أمطاراً تفاوت معدل سقوطها بين 6.4 ملم عند بلدية المطار و12 ملم في حي قويزة و17 ملم عند بحيرة الصرف الصحي. وأكد مسؤولو أمانة جدة أن الأمطار لم تؤثر في البحيرة التي ظل منسوبها أمس الأربعاء عند مستواه في اليوم السابق وهو 9.6 متر. وقال المتحدث باسم هيئة الطيران المدني خالد الخيبري ل«الحياة» إن سلطات المطار أوقفت حركة الطيران أثناء هطول الأمطار وحولت الطائرات القادمة إلى مطار المدينةالمنورة. وعزا الإجراء إلى تدنّي الرؤية. لكنه أوضح أن وقف الطيران لم يزد على ساعتين، فيما لم تتأثر حركة الملاحة البحرية بحسب تأكيدات المدير العام لميناء جدة الإسلامي ساهر طحلاوي في تصريح أدلى به إلى «الحياة». ولاحظت «الحياة» أن ذعراً انتاب عدداً كبيراً من أهالي جدة ليل الثلثاء وصباح الأربعاء، وغادر عدد منهم منازلهم شرق المدينة وجنوبها بحثاً عن مساكن أقاربهم في الشمال الأكثر أماناً من السيول، وأحدث ذلك ارتباكاً في المرور. ودعا مديرو المدارس والجامعة الطلاب والمعلمين والمعلمات إلى عدم الحضور أمس خشية استمرار التغيّر المناخي وسقوط مزيد من الأمطار. بيد أن غرفة العمليات التابعة لمديرية الدفاع المدني لم تتلقَّ بلاغات عن حوادث. وتسبب هطول الأمطار الغزيرة أول من أمس في إغلاق كثير من محطات الوقود بعد أن دهمتها مياه الأمطار وتغلغلت داخل الخزانات الخاصة بالوقود. «أمطار جدة» توقف الملاحة الجوية.... وتضع «البحرية» على أهبة الاستعداد