طالبت أكاديمية متخصصة في الموارد البشرية، وزارة العمل، بإجراء تعديلات على أنظمتهما المتعلقة بالمرأة الموظفة. وقالت الدكتورة أمل شيرة: «إن إجازة المرأة المُطلقة أو الأرملة لا تتجاوز 15 يوماً، بينما يفترض أن تكون خمسة أشهر مدفوعة الأجر»، وهذه المدة تقارب فترة العدة للمطلقات والأرامل. وأضافت شيرة في تصريح إلى «الحياة»، أن «شرائح واسعة من النساء بحاجة إلى توسيع مداركهن، والتعرف على حقوقهن، ثم المطالبة بها، وأيضاً المطالبة بتعديل الأنظمة التي لا تتناسب مع طبيعتهن»، موضحة أن نظام العمل «ليس قرآناً منزلاً»، مشيرة إلى أن حقوق المرأة «لا تشهد تفعيلاً للقرارات في مجال العمل». وأكدت أن المرأة السعودية «أصبحت مؤهلة لتسلم مناصب قيادية عليا، وفي بيئة العمل يجب الارتقاء بمسمياتها الوظيفية»، مبدية معارضتها في هذا الصدد لكلام وزير العمل، حول «عدم تقبل المجتمع لذلك». وقالت: «يفترض تفعيل القرار رقم «120»، حتى يحدث حراكاً فعلياً في المجالات كافة التي تعني المرأة»، مضيفة أنه «ليس الخطأ منا أننا لم نتسلم مناصب عليا. فيما غالبية الدول تمنح وزارت الشؤون الاجتماعية والعمل لنساء، علماً بأن بعض الرجال يجلسون في مناصب قيادية، وهم لا يعرفون منها إلا مسماها». وأشارت شيرة، وهي عضو سابق في هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز، في ورقة قدمتها إلى ملتقى «إبداع السادس»، الذي اختتمت فعالياته مساء أول من أمس، إلى أن معدلات البطالة في المملكة تشهد «ارتفاعاً، وغالبية الإحصاءات التي تصدر غير دقيقة»، مضيفة أن «عمل المرأة أصبح ركيزة أساسية ويستند إلى نظام، لا بد من اتباعه». وأقرت أن موقف المجتمع من عمل المرأة «لا زال يتطلب توعية وتثقيفاً أكبر». وأشارت إلى فكرة الاختلاط وتحديد الأولويات، ومعدلات البطالة النسائية، وفرص العمل المتاحة، إضافة إلى الاستعداد للعمل، ومواجهة التحديات بإثبات الذات. بدورها، أكدت رئيسة القسم النسائي في الهيئة العامة للسياحة والآثار نجلاء الخليفة، في ورقتها التي قدمتها في الملتقى، الذي نظمته الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية بالتعاون مع الإدارة العامة للتربية والتعليم (بنات) في المنطقة الشرقية، إلى ما قامت به الهيئة للاستثمار في كوادرها النسائية، «بالتدريب والتطوير، ومن ثم التمكين بالمشاركة الفاعلة في تنمية السياحة، من خلال إدارة بعض المشاريع الرئيسة في مختلف قطاعات الهيئة، كمشروع «الروزنامة الإلكترونية»، الذي رصد أكثر من 1344 فعالية خلال 2009. كما تم ابتعاث 25 موظفة، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، للتخصص في المجالات السياحية المختلفة». وذكرت الخليفة، أن نسبة القوى العاملة النسائية في الهيئة «نمت في شكل مطرد خلال السنوات العشر الماضية، فبعد أن كانت لا تتجاوز 0.05 في المئة خلال فترة التأسيس، وصلت الآن إلى 5.30 في المئة، يعملن في مختلف القطاعات في الهيئة العامة والآثار والمتاحف». وناقشت المشاركات في الملتقى كيفية تنمية وتطوير صاحب العمل. وأكدت خبيرة منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية وداد الجودر، على «تطوير الكوادر البشرية للدخول في عالم الأعمال والاستثمار، والقطاع الخاص». وعُرضت نماذج نسائية قيادية، لنقل التجارب، وكيفية تخطي العقبات، مثل تجربة سيدتي الأعمال هدى الجناحي ونورة العنقري. وأكدت الرئيس التنفيذي لملتقيات «إبداع» نورة الشعبان، في الجلسة الأخيرة، أنه تم «تحقيق الأهداف الرئيسة للملتقى، باستقطاب نماذج قيادية من السيدات اللاتي واجهن عقبات وصعوبات في بيئة العمل، ولكنهن تسلمن مناصب قيادية عليا، بعد مطالبات عدة، وبعد حصولهن على المهارات والخبرات والتدريب». وقالت: «سهلنا للفتيات فتح جسور التواصل مع المنشآت الكبرى، سواء مع معاهد التدريب، والمنظمات الدولية، ك «اليونيدو»، والجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية»، موضحة أنه تم التعرف «على حقوق وواجبات المرأة العاملة، لتنال مكانتها في مقر عملها، وتكون على علم بنظام العمل من تغييرات أو تعديلات، وهذا ما يساعدها على إتقان فن القيادة».