تكر سبحة الإعلان عن اللوائح الانتخابية المتبقية، للمعارضة والأكثرية، خلال الأيام المقبلة وصولاً الى نهاية الأسبوع المقبل، بعد إعلان قوى 14 آذار لائحتها في دائرة البترون أمس والمؤلفة من النائبين بطرس حرب وأنطوان زهرا في مهرجان خطابي حضره قادة الأحزاب المنضوية في الأكثرية، على أن يعلن زعيم «تيار المستقبل» لائحة دائرة البقاع الغربي - راشيا غداً الاثنين في احتفال يقام في المنطقة، على أن ينتقل الثلثاء الى الشمال من أجل الإعلان عن لائحة عكار ومن ثم لائحتي طرابلس والضنية – المنية يوم الأربعاء، وسط احتفال شعبي أيضاً. وفي المعارضة اتفق زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون مع الوزير طلال أرسلان على إعلان لائحتي المعارضة في دائرتي عاليه وبعبدا قريباً بعد تذليل العقبات مع الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يطالب بالمرشح الأرثوذكسي بدل المرشح الذي يدعمه أرسلان في عاليه، ومع رئيس البرلمان نبيه بري في بعبدا بالنسبة الى المعقد الشيعي الثاني الذي يطالب عون بأن يكون من حصته. وينتظر أن يشهد الأحد المقبل إعلان لائحة تحالف المستقلين و «قوى 14 آذار» في دائرة المتن الشمالي في مهرجان شعبي، بعدما انسحب من المعركة الانتخابية الوزير نسيب لحود، رسمياً أمس، رافضاً كل الوساطات التي أجريت معه ليل أول من أمس بعد بيانه بالعزوف. ويسعى أركان اللائحة التي تضم النائب ميشال المر، والكتائب (سامي الجميل) و «القوات اللبنانية» (إدي أبي اللمع) والمستقلين والتي سيعود بيار الأشقر للانضمام إليها عن المقعد الماروني الذي شغر بانسحاب لحود، الى تعويض هذه الخطوة بتعزيز التماسك بين أعضائها في مواجهة لائحة العماد عون التي قال النائب إبراهيم كنعان إنها ستكون مقفلة. وواصل رئيس البرلمان نبيه بري أمس زياراته لمناطق جنوبية فألقى كلمتين لمناسبة ذكرى مجزرة قانا، وأخرى في قرية أنصارية (دشّن مدارس جديدة) وسط مهرجان حاشد وهتافات بحياته. وجدد التمسك ب «الديموقراطية التوافقية التي هي جوهر لبنان»، معتبراً أن «الثلث الضامن أو الثلث المعطل (الذي تطالب المعارضة بأن تحصل عليه في حكومة ما بعد الانتخابات) ليس غريباً عن اتفاق الطائف، لكنهم ينقلبون على الاتفاقات من الطائف الى الدوحة». وانتقد من دون أن يسميه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، مشيراً الى «انقلاب على اتفاق القصر الجمهوري حول موازنة مجلس الجنوب». وانتقد بري بعض قادة الأكثرية التي تدعو الى حياد لبنان. وأكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان من حريصا حيث شارك في قداس ترأسه البطريرك الماروني نصرالله صفير، أن اللبنانيين «يتقنون ثقافة الحياة وليس فريقاً من دون فريق... كثيرون على مر العصور ثاروا من أجل الأرز وانتفضوا من أجل الاستقلال، لا تسمحوا لأحد باحتكار هذه القيم والصفات فهي من سمات الشباب اللبناني الذي استطاع أن يبني دول العالم قاطبة والتقيتهم في دنيا الاغتراب وافتخرت بهم». وشدد سليمان على أن «لا تسمحوا لأحد أن يفرق هؤلاء، بل تعالوا لنناديهم ونجمعهم في صفوف واحدة فالزمن لمصلحتهم ومصلحتنا، لا خوف على الوطن أن يؤخذ أو يرتهن لأنه استعاد موقعه على خريطة العالم وأصبح التعاطي معه من دولة الى دولة». وقال: «الاستقامة والشفافية والإصلاح موجودة في كل بيت، ولبنان والأبطال والمقاومون موجودون عند كل طرف من الأطراف اللبنانية وسهولنا وجبالنا تعج بهم». وأكد التزامه بخطاب القسم «كعهد أمام الله وأمامكم». وقال: «معاً نستعيد الديموقراطية الحقيقية ونترك التجاذب الأعمى. فهل نستطيع؟ نعم معاً نستطيع». وانتقد القطب المعارض الرئيس عمر كرامي الزيارة التي يرتقب أن يقوم بها النائب الحريري لطرابلس كما انتقد اللائحة الائتلافية بين «تيار المستقبل» والرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي من دون أن يسميهم، معتبراً أنهم ينفقون المال «تحت ستار عمل الخير لكن في النتيجة هذا مال سياسي». وقال إنه سيدرس كل الخيارات بالنسبة الى المعركة الانتخابية. على صعيد آخر، قالت مصادر مواكبة لعمل المحكمة الخاصة بلبنان ان استقالة أمين السجل في المحكمة روبن فنسنت من منصبه لن تؤثر على عمل المحكمة، خصوصاً أنه سيستمر في منصبه حتى حزيران (يونيو) المقبل، مشيرة الى أن «المتابعين لتفاصيل عمل المحكمة في لاهاي، يدركون أن هناك تضارباً في أسلوب العمل بين فنسنت وبين المدعي العام دانيال بلمار نشأ وأدى الى تراكمات أدت الى استقالة فنسنت». وأكد وزير العدل إبراهيم نجار من جهته في تصريح تلفزيوني أن لا علاقة بين استقالة فنسنت وبين قضية (الإفراج أو عدم الإفراج عن) الضباط الأربعة. وقال نجار إن استقالة فنسنت لا علاقة له بالعمل القضائي. وكان قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين طلب من بلمار تعليل استمرار توقيف الضباط الأربعة في لبنان أو الإفراج عنهم قبل 27 الجاري. وتوقعت المصادر المواكبة لعمل المحكمة أن يجيب بلمار فرانسين خلال الأسبوع المقبل، داعية الى عدم استعجال الأمور بتوقع إخلاء سبيلهم أو عدمه. وعن الأنباء عن أن سورية طلبت من دولة الإمارات العربية المتحدة تسليمها الشاهد في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري محمد زهير الصديق لأنه موجود في إمارة الشارقة، ذكرت مصادر لبنانية رسمية ل «الحياة» أن لا معلومات لديها حول موضوع الصديق المطلوب من السلطات اللبنانية في الوقت نفسه نظراً الى الاشتباه بصحة الإفادات التي سبق أن أدلى بها. لكن مصادر مواكبة لعمل المحكمة الدولية ألمحت الى معلومات مفادها أن الصديق اتصل بمقر المحكمة الدولية مع انطلاق عملها الرسمي (في 1 آذار/ مارس) في لاهاي وطلب تأمين الحماية له وأنه إذا كانت هذه الواقعة صحيحة فإن للمحكمة وأجهزتها صلاحية ما في شأن مصيره.