ورت اوف سبين - أ ف ب، رويترز – شدد الرئيس الاميركي باراك اوباما في افتتاح قمة الاميركتين في ترينيداد وتوباغو أمس، على ان بلاده ليست الوحيدة التي يجب ان تتغير، مطالباً قادة المنطقة الذين يظهرون خصومة كبيرة للولايات المتحدة بتحمّل مسؤولية «الاستدارة نحو المستقبل». ولم يمنع استماعه الى مجموعة انتقادات وجهها هؤلاء القادة الى واشنطن، مصافحة اوباما الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز بحرارة غير متوقعة وتبادلهما السلام. واضطر الرئيس الاميركي الى الخروج عن نص خطابه الذي عرض فيه فتح «فصل جديد من الحوار الندي» بين بلاده وجيرانها الاقليميين. وبعبارات مهذبة لكنها حازمة، طالب اوباما قادة الاميركتين بعدم الذهاب بعيداً في انتقاد ساسية بلاده. وقال: «من المهم الاقرار بأن سياسة الولاياتالمتحدة يجب ألا تركز على التدخل في شؤون باقي الدول، لكن ذلك لا يعني ايضاً انها لا تستطيع الاهتمام بمشاكل المنطقة»، علماً ان قادة مشاركين حمّلوا في خطاباتهم الولاياتالمتحدة مسؤولية الازمة الاقتصادية التي تضرب منطقتهم بقوة. ووصف اوباما الحصار الذي تفرضه بلاده منذ العام 1962 على كوبا بأنه «مسؤولية جماعية للسهر على احترام الديموقراطية»، مبدياً استعداده للحوار مع قادة الجزيرة، خصوصاً بعدما اعلن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو استعداد بلاده لبدء حوار مع الولاياتالمتحدة «يتناول كل الامور». لكن الرئيس الاميركي رفض اجراء حوار مع كوبا لن يثمر نتائج، وقال: «ادارتي مستعدة لمحاورة هافانا حول مسائل حقوق الانسان وحرية التعبير والاصلاح الديموقراطي والمخدرات والهجرة ومسائل اقتصادية، لكن الحوار من اجل الحوار لا يهمني». ودعا كوبا الى تنفيذ اجراءات ملموسة كي تبدأ واشنطن مراجعة العلاقات الثنائية. وامر اوباما اخيراً برفع القيود عن سفر الاميركيين من اصل كوبي الى بلدهم الام، وتحويل الأموال الى الجزيرة الخاضعة لحكم شيوعي. وربط اتخاذ ادارته خطوات اضافية بتحرير هافانا سجناء سياسيين وتعزيز الحريات. وفيما لم تدعَ كوبا الى المشاركة في قمة الاميركتين، اعلن تشافيز ان كوبا «حاضرة مع فنزويلا»، مؤكداً رفض كتلة «البا» التي تضم الى فنزويلا، كوبا وبوليفيا ونيكاراغوا وهندوراس وجمهورية الدومينيكان وسانت فنسنت، توقيع البيان الختامي لقمة منظمة الدول الاميركية التي اقترح امينها العام خوسيه ميغيل انسولزا انهاء استبعاد كوبا عن المنظمة خلال انعقاد جمعيتها العامة في حزيران (يونيو) المقبل. ولم يمنع اختلاف المواقف حول كوبا، مصافحة حارة بين اوباما وتشافيز دامت ثواني. وقال الرئيس الفنزويلي: «صافحت بهذه اليد قبل ثماني سنوات الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. اريد ان اكون صديقك». وشكره اوباما وربت على كتفه.