جنيف - ا ف ب - اتفق الديبلوماسيون الذين يحضرون لمؤتمر «دوربان 2» حول العنصرية والذي يبدأ أعماله غدا في جنيف، على مسودة بيان ختامي يلغي نقاط الخلاف بين الدول الغربية والاسلامية. وقال ديبلوماسي من الاتحاد الاوروبي لوكالة «فرانس برس»: «توصلنا الى اتفاق لرفع مشروع البيان الختامي هذا (الى المؤتمر الاسبوع المقبل) لتبنّيه»، واصفا اياه بأنه «مقبول تماما» من الاتحاد الاوروبي. كما قال ديبلوماسي آخر من اميركا اللاتينية: «انا واثق من النتيجة»، مشيدا ب «التفاهم» الذي تم التوصل إليه «في مناخ إيجابي جدا». ولا يتضمن مشروع البيان الختامي اي ذكر لاسرائيل او لأي خلاف على الشرق الاوسط او اي قدح وذم بأي ديانة، وهي خطوط حمر من الغربيين. كما أُبقي على الفقرة التي تتحدث عن المحرقة اليهودية خلافا لطلب ايران في هذا المجال. واضاف الديبلوماسي الاوروبي ان «الهدف هو الا يتم ادخال اي تعديلات على مشروع البيان الختامي وحتى تبنيه نهائيا» في 24 نيسان (ابريل) في اليوم الاخير من المؤتمر. ومن المفترض ان يتابع المؤتمر اعمال المؤتمر الاول الذي انعقد عام 2001 في دوربان جنوب افريقيا وشهد خلافات عميقة في قضايا معاداة السامية والاستعمار والعبودية، ما ادى الى انسحاب الولاياتالمتحدة واسرائيل منه. وسيوزع نص مشروع البيان الختامي على نحو مئة دولة مشاركة في مؤتمر دوربان 2 «لتقويمه». ووفقا للنتائج، سيعلن الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة اللذان لم يقررا بعد هل سيحضران المؤتمر، مشاركتهما من عدمها. وقالت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة نفانيتيم بيلاي: «واثقة من ان المجموعات ناقشت كل النقاط جيدا، ويتوقع المصادقة على النص في ختام المؤتمر». وبعد التوصل الى توافق، يحبس الجميع أنفاسهم لكي لا ينسف حضور الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد التوازن الذي تم التوصل إليه بعد نقاشات شاقة. وقال ديبلوماسي عربي قريب من المفاوضات طلب عدم كشف اسمه إن «هدف ايران هو اشاعة الخوف لتعزيز موقعها». ويرى وزير العدل الفرنسي السابق روبير بادنتر الذي جاء الى جنيف لمتابعة المفاوضات، انه يجب الا ننسى ان احمدي نجاد «يخوض حملة» مع اقتراب استحقاق الانتخابات الرئاسية الايرانية في 12 حزيران (يونيو) المقبل. من جهته، قال مدير منظمة «مونيتور» غير الحكومية الموالية لاسرائيل جيرالد ستاينبرغ إن «الرئيس الايراني لا يأتي لنسف العملية بل خصوصا للاستفادة من منبر دولي». واضاف: «قد يحوّل احمدي نجاد المؤتمر (خلال اعتلائه المنبر) الى مسرحية».