أظهرت نتائج الانتخابات الداخلية التي أجراها «الإخوان المسلمين» في مصر استمرار سيطرة «التيار المحافظ» على مكتب الإرشاد، أعلى هيئة قيادية في الجماعة، على رغم التقدم المحدود الذي حققه «التيار الإصلاحي» ممثلاً بفوز أبرز رموزه الدكتور عصام العريان. وعززت النتائج الخلاف في صفوف الجماعة، خصوصاً بين مرشدها محمد مهدي عاكف ونائبه الأول الدكتور محمد حبيب. وكان الخلاف بين عاكف الذي أراد تصعيد العريان إلى مكتب الإرشاد ونائبه الذي يرفض هذا التصعيد، سبباً في إجراء الانتخابات قبل موعدها بستة شهور. وسيضطر حبيب والقيادي الإصلاحي عبدالمنعم أبو الفتوح إلى خوض جولة إعادة بعد فشلهما في الحصول على أصوات 51 من أعضاء مجلس شورى الجماعة المئة الذين اختاروا حتى الآن 14 عضواً من أصل 16 يتشكل منهم مكتب الإرشاد. وعلمت «الحياة» أن نصف أعضاء المكتب الحالي احتفظوا بعضويتهم، وهم الأمين العام للجماعة محمود عزت المعروف بأنه قائد التيار المحافظ، والنائب السابق الدكتور محمد مرسي والدكتور محمد بديع ومسؤول ملف الطلبة الدكتور رشاد البيومي والقياديان محمد عبدالرحمن ومحيي حامد والأستاذ في جامعة الإسكندرية الدكتور أسامة نصر ورئيس الكتلة البرلمانية للجماعة النائب سعد الكتاتني. وكشفت مصادر في «الإخوان» أن بين الأعضاء الجدد إضافة إلى العريان، الدكتور محمود أبو زيد، وهو أحد المفرج عنهم بعد سجنه في قضية «ميليشيات الأزهر»، والأستاذ في جامعة الأزهر عبدالرحمن البر الذي اتهم في قضية تمويل حركة «حماس» الفلسطينية ومحاولة تهريب أسلحة إليها. وسيخوض حبيب وأبو الفتوح جولة إعادة مع عضوي مكتب الإرشاد الحالي القيادي في الجماعة أمينها العام السابق محمود غزلان والنائب سعد الحسيني اللذين أخفقا أيضاً في الاحتفاظ بمقعديهما. ولم يجدد انتخاب مفتي الجماعة محمد عبدالله الخطيب. وانتقد حبيب الانتخابات التي بدأت الخميس الماضي. وقال لوكالة «رويترز» أمس إن «إجراء الانتخابات بهذا الاستعجال هدفه تمكين فريق ما ضد فريق آخر، وليس فقط استبعادي شخصياً، بل التعدي علي صلاحيات مكتب الإرشاد». وقال: «يمكن للحكومة أن توفر أجواء ومقدمات ما للوصول إلى نتيجة تريدها... الأجواء التي وفرها النظام توافقت مع أهداف الفريق المستفيد من إجراء الانتخابات في الوقت الحالي». وعلمت «الحياة» أن مجلس شورى الجماعة رشح خمسة من قياداتها لخلافة عاكف في منصب المرشد العام بعد انتهاء ولايته منتصف الشهر المقبل، وهم عزت وبديع وحبيب والبيومي والبر، وطلب من اللجنة المشرفة على الانتخابات إرسال اسمي المرشحين الحاصلين على أعلى أصوات في انتخابات مكتب الإرشاد من بين هؤلاء الخمسة ليختار المجلس من بينهما المرشد الثامن ل «الإخوان». ورجحت المصادر إعلان اسم المرشد الجديد قبل فترة وجيزة من مغادرة عاكف موقعه «للسيطرة على الخلافات».