أطلقت البحرية الإيرانية النار لتحذير سفينة شحن أميركية ترفع علم جزر مارشال كانت تبحر في الخليج، قبل أن يقتادها جنود إيرانيون صعدوا إلى متنها وأرغموا طاقمها على الإبحار نحو ميناء بندر عباس. وفيما اعتبر ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) التصرف الإيراني «استفزازياً»، قلل الإيرانيون من الحادث قائلين إنه نتيجة نزاع تجاري، لكن ذلك لم يمنع أسعار النفط من الارتفاع موقتأً بعدما تأثرت بما يمكن أن يهدد إمدادات النفط عبر الخليج. وأكدت مصادر إيرانية ل «الحياة» في طهران ان البحرية الايرانية احتجزت السفينة الأميركية التي كانت تبحر في عرض مياه الخليج، قبل أن تجبرها قوارب مسلحة على التوجه إلى ميناء بندر عباس. ونقلت وكالة أنباء «فارس» القريبة من الحرس الثوري عن مصدر مطلع إن السفينة «ميرسك تيغرز» الأميركية التي تحمل علم جزر مارشال وجّه إليها انذار من قبل البحرية الإيرانية بسبب خلاف قانوني مع أحد الموانيء الايرانية، وان شركة الموانيء الايرانية تقدمت بشكوي إلى القضاء الايراني الذي اصدر حكماً بحجز السفينة. وذكرت المصادر في طهران أن طاقم السفينة من جنسيات أوروبية وربما كان معهم اشخاص يحملون الجنسية الأميركية، لكن الشركة المالكة للسفينة نفت ذلك قائلة إن أفراد طاقم السفينة يبلغ عددهم 24 من شرق أوروبا وآسيا. ونفي مصدر في شركة الموانيء الإيرانية ل «الحياة» أن تكون هناك دوافع سياسية أو عسكرية وراء احتجاز السفية، قائلاً إن القضية «ترتبط باستحقاقات مالية علي شركة ميرسك المالكة لهذه السفينة، وإن احتجازها تم استناداً إلى أمر قضائي نفذته البحرية الإيرانية». وأكدت هذا الأمر أيضاً وكالة «تسنيم» الايرانية. وفي كوبنهاغن (رويترز)، قال ناطق باسم «ريكمرز شيبمانيجمنت»، ومقرها سنغافورة استأجرت السفينة «ميرسك تيغرز»، إن الإيرانيين أطلقوا طلقات تحذيرية نحوها قبل صعودهم إلى متنها. وأضاف الناطق كور رادينغز متحدثاً للقناة الثانية في التلفزيون الدنماركي أن الشركة قلقة على أفراد الطاقم، موضحاً أن السفينة كانت تسلك طريقاً بحرية طبيعية بين السعودية والإمارات وأن الشركة لا تعرف لماذا أوقفها الإيرانيون. وفي واشنطن، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن اعتراض إيران لسفينة شحن تحمل علم جزر مارشال يبدو عملاً «استفزازياً». وقال الكولونيل ستيف وارن الناطق باسم البنتاغون إن قرار قوات البحرية الإيرانية إطلاق طلقات تحذيرية مرت فوق السفينة كان تصرفاً «غير ملائم». وتابع أن مدمرة تابعة للبحرية الأميركية وطائرة استطلاع توجهتا إلى الموقع. ولم يتضح الالتزام الدفاعي للولايات المتحدة إزاء جزر مارشال الواقعة في المحيط الهادئ. وأفيد أن خمس سفن إيرانية على الاقل طلبت من السفينة التوجه الى جزيرة لاراك الايرانية بعدما اطلقت باتجاهها طلقات تحذيرية. ولم يكن هناك أي أميركي على متن السفينة. ويتزامن هذا الحادث مع نشاط أميركي بحري في المنطقة وبعد ارسال حاملة الطائرات «ثيودور روزفلت» الأسبوع الماضي لاعتراض سفن ايرانية قبالة اليمن وسحبها منذ يومين بعد تراجع طهران عن إرسال سفنها الى المنطقة. وقالت مصادر ديبلوماسية في واشنطن ل «الحياة» إن الفصل واضح في ذهن الادارة الأميركية بين ملف إيران النووي وتصرفها الاقليمي وإن «ليس هناك إعادة تموضع إقليمي لواشنطن في المنطقة في حال اتمام الاتفاق النووي» وبسبب «استمرار زعزعة ايران لاستقرار المنطقة ودعمها منظمات ارهابية». وارتفعت أسعار النفط الخام أمس فور الإعلان عن حادث السفينة في الخليج. وتحسن سعر «برنت» في العقود الآجلة 55 سنتاً إلى 65.38 دولار للبرميل، كما جقق الخام الأميركي الخفيف 75 سنتاً إلى 57.74 دولار للبرميل.