قال رئيس الغالبية البرلمانية في الجمعية الوطنية الفرنسية جان فرانسوا كوبيه إنه لاحظ لدى المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في بيروت خلال اليومين الماضيين نية للحوار والنظر الى المستقبل. وأوضح كوبيه الذي التقى أمس رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع أعضاء الوفد المرافق له والسفير الفرنسي دوني بييتون، بعدما كان التقى رئيس الحكومة سعد الحريري أول من أمس ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، أن الهدف من زيارته السريعة (غادر أمس) هو الاطلاع على تقويم الوضع السياسي الجديد في لبنان، «وهذا يشكل عاملاً مساعداً لنا كي نفهم الأوضاع». وأشار كوبيه الذي يرأس مجموعة النواب ال317 في فرنسا، الذين يمثلون الحزب الحاكم، الى أنه التقى ممثلي الأكثرية ولم يجتمع الى المعارضة «لضيق الوقت»، ونظراً الى أنه يتحرك للقاء الأغلبيات البرلمانية وأنه زار برلين الأسبوع الماضي لهذا الغرض، من أجل التنسيق معها، لتحديد مجالات التعاون، خصوصاً أن هناك نادي ال27 للأغلبيات البرلمانية في إطار الاتحاد الأوروبي. وقال إنه اقترح قيام لجنة اتصال بين الغالبية الفرنسية والغالبية اللبنانية وبحث مجالات التعاون في الاقتصاد والتربية والثقافة وغيرها. وقال كوبيه في دردشة مع الصحافيين في ختام زيارته، إنه سمع من سليمان والحريري قناعتهما بالحاجة الى حوار بين لبنان وسورية، «وفرنسا انخرطت في حوار مع الرئيس السوري بشار الأسد لأنه يجب التحادث والنظر الى المستقبل». واعتبر الحريري «رجلاً شجاعاً، ودوداً، واضحاً، متنبهاً إزاء الآخرين ولديه رؤية واضحة لما يريده للبنان وهو رجل مبادرات»، مؤكداً أن محادثاته معه «شجعتني، خصوصاً أنه بادر الى إقامة حكومة وحدة وطنية». وإذ ذكّر كوبيه بأنه يعرف لبنان منذ كان وزيراً للمال في عهد الرئيس السابق جاك شيراك وشارك في تحضير مؤتمر «باريس - 3» مع الرئيس السنيورة، قال عن موقفه من «حزب الله» وسلاحه إن «ما يهم هو الأفعال والأقوال ونحن والمجموعة الدولية والدول الصديقة للبنان ما يهمنا هو أننا متعلقون بلبنان وهذا يعني حرصنا على أمنه واستقلاله واستقراره وعلى بسط سيادته على كل أراضيه». ولاحظ أن «حزب الله» قوة سياسية وهو يتجه الى أن يكون حزباً لبنانياً. ورأى أن موضوع سلاح الحزب «واحد من القضايا الرئيسة المتروكة للحوار، وانطباعي أن الأطراف الذين تصادموا أظهروا نية للتعاون مع بعضهم بعضاً ويرغبون في مواصلة الطريق معاً وحكومات الوحدة الوطنية في تاريخ الدول ليست مسألة عادية». وكرر مراراً أنه خرج بانطباع إيجابي وأشار الى أن لبنان بلد يستمر في النقاش حول هويته في وقت هناك نقاش في فرنسا حول الهوية. وحول الحوار مع سورية قال: «ما نفعله هو أن نكون براغماتيين وانطباعي أن الجانبين مع فكرة الحوار ونحن حين بدأناه مع سورية كانت لدينا مواقفنا والمحكمة الدولية مستمرة. وفي الحوار الجميع في ذهنه الماضي، لكن مع بقائه في الذهن يجب النظر الى المستقبل، سواء بالنسبة الى موضع «حزب الله» وسلاحه أم العلاقات مع سورية». ورداً على سؤال عن إيران، قال: «الحرب غبية والأفضل التعاون بدلاً من المواجهة، والجلوس الى الطاولة والتباحث ونحن مددنا أيدينا كثيراً لطهران ورؤيتها بأن تحصل على القوة النووية السلمية حق طبيعي».