فيما انطلقت أمس الحملة الوطنية لتطعيم الطلاب والطالبات في جميع المراحل بدءاً بالمرحلة الابتدائية ورياض الأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى المعلمين والمعلمات بكل مناطق ومحافظات المملكة ضد مرض «أنفلونزا الخنازير»، اصطدمت بعدم موافقة غالبية أولياء الأمور على تطعيم أولادهم، إذ يبدو أن الرعب من الآثار الجانبية للقاح مازال حاضراً في أذهانهم، لتبلغ نسبة إقبال طلاب الصف الأول الابتدائي في إحدى المدارس 2 في المئة. وفي منطقة الرياض، أكد مدير مدرسة عرفات الابتدائية خالد الزيادي أن هناك عزوفاً شديداً من الطلاب عن أخذ الجرعات اللقاحية وتشديد من أولياء أمورهم على ذلك، وأن طلاب الصف الأول الذين يتجاوزون ال100 طالب لم يطعم منهم سوى سبعة طلاب، مشيراً إلى أنه حصل على هذه الجرعة الصحية من سنوات عدة عندما كان في أميركا للدراسة. وأوضح مدير مكتب التربية والتعليم في الروضة محمد المشوح أن حملة التطعيم لم تسر بحسب ما رتب لها بسبب تخوف أولياء أمور الطلاب، لافتاً إلى أن عدد طلاب الصف الأول في مكتب التربية بالروضة يبلغ أكثر من خمسة آلاف طالب يدرسون في أكثر من 137 مدرسة ابتدائية. من جانبها، أوضحت مديرة العلاقات والإعلام التربوي في تعليم البنات بمنطقة الرياض ليلى الاحيدب أن الفريق الطبي زار أكثر من 1296 مدرسة للبنات لإعطائهن جرعة اللقاح، إلا أن معظم طالبات المرحلة الأولية اللاتي يبلغ عددهن أكثر من 175 ألف طالبة رفضن أخذها، وأن إحصائية الطالبات التي حصلن على اللقاح من غيرهن لن تتضح إلا نهاية الأسبوع المقبل. وفي ما يخص تجاوب المعلمين والمعلمات مع اللقاح، فإنهم لم يكونوا أقل تخوفاً من الطلاب وأولياء أمورهم، بعد أن رفض غالبيتهم الحصول على اخذ جرعة اللقاح ضد المرض خشية الآثار الجانبية مستقبلاً، موضحين أن المرض لا يختلف عن غيره من الأمراض، وأن على الإنسان أن يقي نفسه بشتى الوسائل الصحية. كما قاطعوا الحملة مرة أخرى برفضهم حصول أولادهم على جرعات اللقاح، وحضر الكثير منهم مع أبنائه إلى المدارس للتأكد من عدم تطعيمهم. من جهتها، أعلنت الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة الرياض (بنين) في بيانها أمس (حصلت «الحياة» على نسخة منه) أن الحملة التي ستستمر مدة خمسة أيام ستشمل تطعيم جميع الطلاب الذين حصلوا على موافقة أولياء أمورهم بالتنسيق مع الصحة المدرسية التي نسقت بين المدارس والمراكز الصحية في الأحياء. وأشار البيان إلى أنه تم تفعيل دور المربي الصحي في كل مدرسة ليتولى مهمة التنسيق داخل المدرسة مع الفرق الصحية الزائرة، وانه ستجمع أعداد الطلاب الذين تم تطعيمهم لاحقاً وسيعلن عنها في حينه، مضيفاً انه سيتم تأجيل تطعيم طلاب الصف الأول الابتدائي بالجرعة الأساسية الثانية من لقاح الثلاثي الفيروسي، والجرعة المنشطة الثانية من شلل الأطفال والثلاثي البكتيري إلى بداية الفصل الدراسي الثاني. وفي منطقة عسير، أعطى المدير العام للتربية والتعليم في منطقة عسير الدكتور عبدالرحمن فصيل إشارة بدء حملة التطعيم لطلاب المنطقة عبر تقديمه نموذج القدوة والبدء بنفسه، في حفلة أقيمت في إحدى المدارس بهذه المناسبة لدعم الحملة وإيصال ندائها إلى جميع أولياء الأمور، تلا ذلك تطعيم بقية الطلاب، وبعض الفعاليات والأنشطة.