وضعت وزارة التربية والتعليم أخيراً، إطاراً عاماً للرحلات والزيارات المدرسية، عممته على جميع الإدارات التعليمة التابعة لها، مطالبةً من خلاله مديري المدارس بضرورة متابعة جميع الرحلات والزيارات المدرسية التي تنفذ، فضلاً عن حصر سلبياتها وإيجابياتها. ووفقاً للإطار الذي حددته الوزارة للرحلات المدرسية (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، فإن أهدافه سعت إلى ترسيخ العقيدة الإسلامية لدى الطلاب بالتفكر والتدبر في هذا الكون الواسع والمخلوقات العظيمة المؤدية إلى تعظيم الخالق وإجلاله والانقياد له، إضافةً إلى تعريفه الطالب على المجتمع والبيئة المحيطة به والبيئات الأخرى ومعالمها الجغرافية والتاريخية العلمية وغيرها. وحرص نظام الرحلات الجديد على إذكاء روح الاطلاع لدى الطلاب على معالم النهضة والتقدم في أرجاء الوطن ومنشآته ومشاريعه الحضارية والعمرانية، وربط المادة الدراسية من الناحية النظرية بالواقع العملي المشاهد والمحسوس، وتدعيم الجوانب التربوية لدى الطلاب من طريق تنمية العلاقات الاجتماعية والتدريب على الاعتماد على النفس بعدالله والتعاون البناء والتآلف والمحبة والقضاء على روح السلبية والانعزالية لديهم، وتحقيق المتعة للطالب والترويح عن النفس في إطار الضوابط الشرعية والتربوية. وشمل التنظيم الجديد للرحلات المدرسية توضيحاً لأنواع الرحلات والزيارات، من خلال تقسيمها إلى نوعين أحدهما داخلي والآخر خارجي. محدداً الداخلية بأن تكون ضمن محيط المدينة وضواحيها لجميع المراحل التعليمية وما لا يتعدى «50 كيلو متراً»، فيما قصر الرحلات الخارجية للمحافظات والمناطق الأخرى داخل السعودية على المرحلتين المتوسطة والثانوية فقط. وقسم نظام الرحلات الحديث الزيارات إلى قسمين أولهما يدور في حيز الزيارات المختصة بالبيئة المحيطة والمصانع والمؤسسات والمنشآت الحكومية لجميع المراحل التعليمية، فيما حدد القسم الثاني في زيارات المدارس لبعضها بعضاً وفق مصطلح «تبادل الزيارات» لجميع المراحل التعليمية. ونص النظام الجديد على أن أهمية تحديد المشرف على الرحلة برنامجها الزمني بمشاركة الطلاب مشتملاً يوم وساعة التنفيذ ذهاباً وعودة، مع مراعاة أن يحتوي البرنامج على جميع مجالات النشاط، والتنسيق الجيد لبرنامج الرحلة حتى لايطغى جانب على جانب لحصول المتعة والفائدة للطالب في آن واحد. وشدد النظام على أهمية أن يوظف البرنامج في خدمة المواد الدراسية ما أمكن، وإشعار المشاركين بالبرنامج في بداية الرحلة وأخذ آرائهم فيه بعد انتهائها، والتنسيق مع الجهة المزارة لتحديد برنامج الزيارة من بدايتها إلى نهايتها، مع أهمية أن يكون البرنامج شاملاً ومنوعاً ومفيداً، وتؤخذ فيه آراء الطلاب ومقترحاتهم مع نهاية الزيارة. وأكدت الوزارة في تعميمها الجديد أهمية توجيه الطلاب إلى أهمية التحلي بالأخلاق الفاضلة أثناء الرحلات والزيارات وتعليمهم أدب التعامل مع غيرهم وتأدية الواجبات الإسلامية على أكمل وجه ومنع كل ما يتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف. إضافةً إلى ضرورة أخذ موافقة خطية من ولي أمر الطالب بغرض إشعاره بجهة الرحلات أو الزيارة ومدتها ابتداءً وانتهاء. وأهابت بمنسقي الرحلات أهمية أن تكون وسيلة النقل جماعية سواء كانت حكومية أو مستأجرة ومراعاة ضمان سلامة الطلاب مع التأكيد على ضرورة مرافقة المشرفين للطلاب في جميع وسائل النقل، على أن تكون الموافقة على تنفيذ زيارة أو رحلة خلال اليوم الدراسي وفي نطاق الإدارة التعليمية من صلاحية مدير المدرسة وتحت مسؤوليته. وشدد النظام على أهمية أن تكون عودة الطلاب لمنازلهم قبل الثانية ظهراً، وإرسال طلب إقامة الرحلات المراد تنفيذها في الفصل الدراسي الواحد دفعةً واحدةً، إضافةً إلى تحديد موقع السكن حال الرحلات الخارجية على أن يكون في المواقع المعروفة والمصرح بها مثل بيت الطالب وبيوت الشباب والمعسكرات الكشفية والفنادق. واشترط التعميم أخذ موافقة مدير إدارة نشاط الطلاب عند تنفيذ رحلة في نهاية الأسبوع داخل المنطقة أو المحافظة أو خارج المنطقة أو المحافظة، إضافةً إلى وجود مشرفين من المعلمين لكل 20 طالباً في الرحلة أو الزيارة، ويمنع منعاً باتاً الذهاب إلى الأماكن التي يمكن أن يتعرض الطلاب فيها للخطر بشتى صوره. واشترط حال الذهاب إلى استراحات أو منشآت التي توجد بها مسابح وجود منقذ، على أن تكون الزيارة أو الرحلة تحت مسؤولية المشرف ومدير المدرسة المباشرة، مشيرةً إلى تقسيم الطلاب إلى مجموعات لضبط الرحلة وتنظيمها وحسن الإشراف عليها وتوزيع الأعمال والاختصاصات على أعضاء الرحلة ما يضمن مشاركة الجميع. واشترط النظام الجديد عدم أخذ أي مبالغ مالية من الطلاب في أي رحلة أو زيارة على أن يتم الصرف على الرحلة من مخصص النشاط من الصندوق المدرسي ويكون الصرف بوجه معتدل مع الاقتصاد ومراعاة الأولويات حسب الأهمية، إضافةً إلى ضرورو أن يكون تحرك الطلاب كمجموعة واحدة ولا يسمح بالتجوال الفردي أو الانعزال الكلي لبعض الطلاب عن المجموعة،.