«تعالوا نلعب ونتحاكى في المستقبل والماضي من أجل تحقيق الأحلام»، شعار يرفعه مدير مسرح العرائس في القاهرة محمد نور للنهوض بالصرح. ويرفض نور اعتبار مسرح العرائس مختفياً، «هو موجود حتى الآن، ولكن كثيرين اعتبروه كذلك لعدم ظهور عروض خاصة عبر التلفزيون المصري». ويضيف قائلاً ل «الحياة»: «قد يكون آخر عروض مسرح العرائس وأشهرها وأهمها «الليلة الكبيرة» لأنه الوحيد الذي يتكرر عرضه عبر التلفزيونات». ويشير الى عروض مهمة كثيرة غيره أيضاً، والدليل على ذلك هو الإيرادات. «فمسرح العرائس يحقق أكبر إيرادات في البيت الفني للمسرح من دون منازع»، يقول. ويؤكد أن ما يحتاجه مسرح العرائس هو الدعاية الإعلامية الكافية، وهو «ما لم نتنبّه إليه إلا في الفترة الأخيرة، إذ كنا نعتقد أن الجهد الفكري أهم من الترويج». وعن سبب تجاهل التلفزيون لمسرح العرائس، يوضح أن «التلفزيون لم يتجاهله، لكنه غالباً ما يركز على المسلسلات والبرامج التلفزيونية». ولفت الى أن نقيب الفنانين المصريين أشرف زكي، كان يسعى الى عقد برتوكولات تعاون بين المسرح وإحدى شركات التصوير التلفزيوني مثل «صوت القاهرة»، عندما كان رئيس البيت الفني للمسرح. وبالفعل «صوّر العرض الذي قدّم (قبل الحالي)، والمفترض أنه بداية تعاون بيننا وبين التلفزيون». ويرى نور أن من أهم المشكلات التي يعاني مسرح العرائس منها حالياً، عدم وجود نص مسرحي يتلاءم مع طبيعته، «فمعظم الكتاب يقدمون أعمالاً ساذجة وغير مناسبة مع طبيعة العروسة». ويضيف: «هذا عدا عن غياب النقد المسرحي البنّاء، وعدم تواصل مصمّمي العرائس مع المدارس والمصممين في الخارج، إضافة الى غياب المنافسة مع مسارح دول أخرى في العالم العربي كون مسرح العرائس في مصر هو الوحيد في الشرق الأوسط». وأسف نور لعدم تدريس فن العرائس حتى الآن في مصر، «على رغم تميّزنا في هذا المجال». ويتمنى نور أن يمتلك معملاً تجريبياً لتصميم العرائس، لأنه خطوة مهمة لتطوير المسرح. وعن تأثير التطور التكنولوجي على مسرح العرائس، يقول: «لم نواجه أي نوع من الخطر من الفنون الأخرى مثل الرسوم المتحركة والغرافيك. وعلى رغم نجاح هذين النوعين، إلا أن لمسرح العرائس جمهوره حتى الآن، وما زال يُبهر الأطفال وينمّي في داخلهم حاسة التخيل». ويوضح أن جمهور مسرح العرائس يتألف من طلاب المدارس رواد الحفلات الصباحية، والأسرة المصرية رواد العطل وأيام الخميس والجمعة. وأوضح أن تحديث الديكورات والإضاءة والخدع والإبهار، «مطلب مشروع ومهم جداً، ولكنه يبقى مجرد حلم». وطرح نور مشكلة ندرة الفنانين المتخصصين بالعرائس، «فمنذ ثلاث سنوات لا يوجد سوى 20 فناناً محترفاً في مصر وفي العالم العربي». ويُضيف: لذلك «بدأنا في إنشاء مدرسة هنا في المسرح لتعليم هذا الفن واستقبلت 30 طالباً يُشاركون في عروضنا ليتم تدريبهم في شكل تطبيقي». وأشار في هذه السياق، الى الأجر الزهيد الذي يتقاضاه العاملون في القطاع، «ما يجعلهم يتركون المهنة أو يسافرون الى الخارج».