نيودلهي - أ ف ب - يتردد في قاعات مدرسة «اديفاسي أكاديميا» في غرب الهند صدى مجموعة من اللغات قد تصير قريباً مجرد جلبة غير مفهومة. «كوكنا» و «بانشماهالي» و «راتفي»، هي ثلاث من نحو 10 لغات قبلية تدرس في الأكاديمية التي أنشئت في عام 1996 في محاولة للمحافظة على ثقافات سكان الهند الأصليين. ويتحدث سكان الهند البالغ عددهم 1.16 بليون نسمة أكثر من 6500 لغة ولسان، بحسب إحصاء أجري عام 2001. لكن نحو 200 لغة ولسان في خطر كبير بحسب منظمة «يونيسكو»، ذلك ان الهندية والإنكليزية يتوسعان في عالم صار أكثر حركة وتواصلاً. ويقول جيتاندرا فاسافا الأستاذ في الأكاديمية: «في حال لم تتعلم الأجيال الطالعة هذه اللغات، فسيتم نسيانها». ويضيف: «في حال أغفلنا تعليمها ففي غضون 40 سنة سيتقدم الناطقون بها بالسن وستموت هذه اللغات في نهاية المطاف». وفاسافا الذي يعتبر ان التنوع الهندي سينهار في حال اندثرت اللغات المحلية، يشكل مثالاً معبراً عن طبيعة الأمة الهندية المتعددة اللغة. ويتحدث فاسافا أكثر من عشر لغات، من بينها لغته الأم «فاسافي» التي يتكلمها أقل من 80 الف شخص في غوجارات وفي ولاية مهاراشترا الغربية. ولا تزال أكثر اللغات المهددة حية في المناطق النائية فحسب، كمثل اندامان وجزر نيكوبار وهملايا والمناطق الشمالية الشرقية عند حدود بوتان والصين، إذ لا يزال حضور جماعات البدو السكان الأصليين بارزاً. لكن ثمة مؤشرات على محاولة لمواجهة التراجع في عدد السكان الناطقين بهذه اللغات وبروز لغات أكثر حضوراً. وتدرب اكاديمية «اديفاسي» اربعين تلميذاً سنوياً كي يصبحوا ناشطين ثقافيين لنشر لغات محلية مثل لغة «راتفي» التي ينطق بها 118 ألف شخص يتحدرون من قبيلة «راتفا بيلز» في غوجارات وولاية ماديا براديش في وسط البلاد. ويقول الخبراء ان أطلس «يونيسكو» لا يتضمن لائحة شاملة باللغات الآيلة الى الاندثار كما اننا لا نجد فيها لغة الاندمانية الأساسية، وثمة مئات إضافية مهددة بالاندثار لأنها تعتبر لغة محدودة الانتشار، ولا تستحق تالياً ان تضم الى الإحصاء.