أعلنت وزارة السياحة المصرية أن عدد السياح الوافدين إلى مصر في الشهور العشرة الأولى من العام 2009 إنخفض بنسبة 4.5 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الفائت. لكن من المتوقع أن يزيد العدد في موسم الشتاء الجاري. وقال وزير السياحة المصري زهير جرانة إن الوزارة تتوقع أن ينخفض إجمالي عدد السياح القادمين إلى مصر بنسبة تتراوح بين اثنين إلى ثلاثة في المئة مقارنة بعام 2008 وهو رقم أقل مما كان متوقعاً في وقت سابق. وقال إن 10.9 مليون سائح زاروا مصر في الشهور العشرة الأولى هذا العام وقضوا زهاء 106.3 مليون ليلة سياحية. وعلى رغم أن هذه الأرقام ليست إيجابية للغاية إلا أنها تشير إلى أن قطاع السياحة المصري يتماسك على نحو أفضل مما كان متوقعاً من قبل. والسياحة مصدر مهم للدخل والوظائف في مصر أكبر الدول العربية سكاناً وهي تؤثر في مؤشرات مثل العجز الحكومي والبطالة. وكانت وزارة السياحة المصرية أعلنت الشهر المنصرم أن عدد السياح الذين زاروا مصر في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام حتى نهاية أيلول (سبتمبر) انخفض بنسبة 5.5 في المئة كما انخفضت الإيرادات بنسبة 6.4 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الفائت 2008. وزاد عدد السياح الوافدين إلى مصر العام الماضي على 12.8 مليون سائح، ما أدر عليها إيرادات قدرت بنحو 11 بليون دولار. واستطاعت السياحة المصرية تقليص الآثار السلبية للأزمات العديدة التي واجهتها، والدليل على ذلك أن العام الحالي بدأ بنسبة انخفاض في أعداد السياح الوافدين إليها بلغت نحو - 13 في المئة في مطلع كانون الثاني (يناير) من العام الجاري. وكان المتوقع حدوث انخفاض في الإيرادات بوجه عام بنسبة – 20 في المئة، وهو ما يمثل بالنسبة الى قطاع السياحة حوالى 2.2 بليون دولار. ولكن نتيجة للجهود المتواصلة التي قامت بها وزارة السياحة بالتعاون مع القطاع الخاص والجهات المعنية، فقد بلغت نسبة الانخفاض في أعداد السياح في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي -4.5 في المئة و-4.8 في الليالي السياحية المحققة وفي الإيرادات السياحية. ونبه وزير السياحة المصري إلى أهم المجهودات التي أدت إلى تحقيق هذه النتيجة، ومنها تكثيف الحملات الدعائية والترويجية المشتركة مع منظمي الرحلات وتنظيم رحلات تعريفية للإعلاميين من مختلف دول العالم إلى جانب تغيير أنظمة رحلات الطيران العارض في طابا ومرسى علم والبحر المتوسط وإضافة مطار الأقصر حتى يتسنى جذب المزيد من الحركة السياحية. وأضاف جرانة أن من أهم أولويات الوزارة في الفترة الحالية تدريب العاملين في القطاع السياحي بمستوياته كافة، مشيراً إلى أنه تم إبرام عدد من البروتوكولات مع أكبر المعاهد والمؤسسات العالمية المتخصصة في مجال التدريب ومنها جامعة كورنيل الأميركية لتدريب مستوى الإدارة الوسطى والعليا والمعهد الأيرلندي IDI إضافة إلى معهد أميد إيست لتعليم اللغة الإنكليزية. أما في ما يتعلق بتدريب سائقي المركبات السياحية، فقد تم إنشاء أكبر مركز في الشرق الأوسط لتدريب السائقين بهدف القضاء على ظاهرة حوادث الطرق. وأوضح جرانة أنه تم وضع القوانين واللوائح لضمان سلامة السياح من محبي هواية الغوص السياحي مع مراعاة الحفاظ على الشعاب المرجانية، وقال أنه على رغم وجوب عدم تجاوز عدد الغواصين في مناطق الشعاب المرجانية عن 10 آلاف غواص إلا أن عدد الغواصين بلغ 48 ألف غواص وهو الأمر الذي لا يمكن قبوله ويجب معالجته. وتطرق إلى استراتيجية وزارة السياحة، مؤكداً أهمية الوصول بأعداد السياح الوافدين إلى مصر عام 2011 إلى 14 مليون سائح وعدد الليالى السياحية إلى 140 مليون ليلة سياحية و240 ألف غرفة فندقية، موضحاً أنه على رغم الأزمات التي يتعرض لها القطاع السياحي إلا أن هناك عدداً من الإنجازات المهمة تم تحقيقها من بينها الانضمام لمبادرة «رئة الأرض» من خلال مشروع تحويل مدينة شرم الشيخ إلى «مدينة خضراء»، إضافة إلى موافقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD على انضمام مصر للجنة السياحة التابعة للمنظمة بصفة مراقب، هذا إلى جانب اختيار وزير السياحة المصري للعام الثاني على التوالي رئيساً للجنة الأزمات التابعة لمنظمة السياحة العالمية.