اجتماعان أجراهما الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته إلى القاهرة مساء أول من أمس (الثلثاء)، الأول كان في قصر الاتحادية الرئاسي، بمشاركة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، ووزير الدفاع المصري، ورئيسي الاستخبارات في البلدين، والثاني بعد ساعات قليلة في فندق الماسة في ضاحية التجمع الخامس، بحضور رئيس أركان الجيش المصري محمود حجازي، وكبار جنرالات الجيش المصري، والسفير السعودي لدى القاهرة أحمد قطان. وأوضح بيان رئاسي مصري أنه في ختام المباحثات، تم الاتفاق على «تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لبحث تنفيذ مناورة استراتيجية كبرى على أراضي السعودية، وبمشاركة قوة عربية مشتركة تضم قوات من مصر والسعودية ودول الخليج». وأشار البيان، إلى أن الأمير محمد بن سلمان، استهل اللقاء بنقل تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الرئيس المصري، مشيداً بمواقف القاهرة المساندة والداعمة للمملكة وأمن منطقة الخليج العربي، ومثنياً على دورها العربي الفاعل في تعزيز العمل العربي المشترك على الأصعدة كافة. بدوره رحب السيسي ب«ضيف مصر العزيز»، مطالباً إياه ب«نقل تحياته وتقديره إلى الملك سلمان بن عبد العزيز»، مؤكداً أن مصر «كانت وستظل دوماً عوناً لأشقائها ومدافعاً عن الحقوق العربية، وأن أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر بالنسبة لمصر وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي، إذ يرتبط أمن تلك المنطقة بشكل مباشر بالمصالح الحيوية المصرية، ولا سيما في البحر الأحمر ومضيق باب المندب». وأوضح البيان الرئاسي، أنه تم خلال اللقاء استعراض «آخر المستجدات وتطورات العمليات العسكرية التي تتم في إطار عملية عاصفة الحزم، التي تستهدف إرساء الاستقرار والأمن في اليمن والحفاظ على هويته العربية، ومساعدته في تجاوز تلك المرحلة الدقيقة في تاريخه، صوناً لمقدرات الشعب اليمني وحفاظاً على حقوقه»، كما تناول اللقاء «دور الثقافة والإعلام بوصفهما وسيلتين للتوعية والتنوير وزيادة درجة الوعي لدى المواطنين ونقل الحقائق المتعلقة بالقضايا التي تشهدها المنطقة العربية كافة، فضلاً على أهمية الثقافة والتعليم بوصفها أدوات فاعلة وداعمة للخطاب الديني لدحر الإرهاب والفكر المتطرف». فيما شدد السفير المصري لدى المملكة عفيفي عبدالوهاب، على أن التعاون السعودي - المصري، وخصوصاً في هذه المرحلة «يمثل ركناً رئيساً في إعادة الاستقرار إلى المنطقة، وخصوصاً بعد محاولات نقل حال الفوضى والإضرابات إلى كثير من دولها». وقال عبدالوهاب في اتصال مع «الحياة» أمس، إن «هذه الحال تفرض على جناحي الأمة العربية؛ السعودية ومصر التواصل بشكل دائم، والتنسيق للتدخل بالشكل الذي يقره قادة البلدين لإعادة الأمن والاستقرار إلى دول المنطقة، وخصوصاً في منطقة الخليج»، مشيراً إلى حرص القاهرة الدائم والمستمر على تجديد تأكيدها أن أمن الخليج عمق استراتيجي للأمن القومي المصري، وهو ما عكسه إعلان تنفيذ مناورة عسكرية كبرى تجرى على الأراضي السعودية، بمشاركة قوات مصرية وسعودية وخليجية».