على رغم مرور نحو أسبوعين على ولادة المولود الثالث لحمد سعود، فإنه لم يتمكن من رؤيته حتى الآن، سوى من خلال صور ومقاطع فيديو أرسلتها له أسرته عبر برنامج المحادثة «واتساب». فقبل نحو شهر غادر حمد المنطقة الشرقية متجهاً إلى جنوب السعودية للمرابطة هناك مع الفرقة العسكرية التي ينتمي إليها. وقبل أن يرحل حمد استودع أسرته المكونة من زوجته وطفليه (أكبرهما في الرابعة من عمره) لدى والده، وأوكله أيضاً في اختيار اسم المولود المقبل، فقرر الجد أن يسميه «علياً». وإذا كان الابن يرابط مع زملائه الجنود في الدفاع عن الوطن ضمن «عاصفة الحزم»، فإن الأب نذر نفسه لخدمة أحفاده وأمهم، معتبراً ذلك «نوعاً من الدفاع عن الوطن». فيما قال حمد عبر اتصال هاتفي مع «الحياة»: «أحمد الله على كل شيء، وخصوصاً ما رزقني الله به من مولود، ومشاركة زملائي في الدفاع والذود عن تراب الوطن، فالدفاع عن هذا الوطن وساكنيه أهم من كل شيء. وأتمنى أن أكون أنا وأبنائي فداء له ولترابه وقادته». وعن مولوده، قال: «سنعود منتصرين، وسأراه». أما عيد سعود، وهو شقيق حمد، الذي يسكن أحد مراكز محافظة النعيرية فقال: «رزق شقيقي المشارك في «عاصفة الحزم» مولوداً وهو الابن الثالث له. ولكنه لم يره بعد، لكونه ضمن جنودنا البواسل المشاركين في «عاصفة الحزم». وزاد: «والدي هو من زف البشرى لحمد، وهو من يقوم بخدمة زوجة وأبناء ابنه المشارك في «عاصفة الحزم». وذكر عيد أن شقيقه «التحق بالخدمة العسكرية قبل أربعة أعوام، وكان يعمل في المنطقة الشرقية، وقبل «عاصفة الحزم» بأسبوع انتقلوا إلى الحدود السعودية – اليمنية. وما زال هناك مدافعاً عن تراب هذا الوطن»، لافتاً إلى أنه «ودّع أبناءه قبل انتقاله وجهز ما يحتاجون إليه، وأوصى والدي وأوصانا بخدمة أبنائه وزوجته. وكان ابنه الأكبر يقول له عند وداعه لهم: «بابا لا تتأخر عليَّ، سجلني في الروضة». بدوره، ذكر أبو سعد (والد الجندي)، الذي تجاوز عامه ال85: «أحمد الله سبحانه وتعالى على مشاركة ابني في الدفاع عن وطنه، وأوصيه أثناء تواصلنا الهاتفي، بأن يسخر كل جهوده وطاقاته للدفاع عنه، ولا يحمل همّ أسرته، فأبناؤه وزوجته ووالدته وأنا بخير إذا لازم زملاءه ورؤساءه وقيادته ودافع عن وطنه، فهو مكسبنا». وقال أبو سعد: «إن المملكة منذ نشأتها إلى اليوم معروفة بالحكمة والتأني في معالجة الأمور وتغليب المصلحة، وانتهاج الحلم والصبر وترك مساحة كافية للآخر للرجوع إلى الحق والعدول عن التجاوزات والطغيان، والدعوة دائماً للحوار والسلام. ولكن بلادنا أيضاً صاحبة يد من حديد في الضرب على أيدي الطغاة المعتدين، وإذا ضربت أوجعت».