أعلن البنك الدولي أمس موافقة «صندوق التقنيات النظيفة» الذي تموله دول صناعية مانحة على المساهمة في تمويل برامج في خمس دول عربية تهدف إلى تسريع عملية استغلال تقنية الطاقة الشمسية المركزة في توليد الكهرباء على المستوى العالمي وتصل تكلفتها الاجمالية إلى 5.5 بليون دولار. وذكر البنك أن الصندوق الذي تشارك في تمويله الولاياتالمتحدة واليابان وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وأسبانيا والسويد واستراليا سيساهم بنحو 750 مليون دولار في شكل منح وقروض ميسرة وكذلك الضمانات التي من شأنها تسهيل تغطية التكلفة لهذه البرامج من مصادر التمويل المشترك. ووصف نائب رئيس البنك الدولي الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شامشاد أختر برامج تقنية الطاقة الشمسية المركزة التي تطلقها الجزائر والمغرب وتونس ومصر والأردن، «المبادرة الاستراتيجية الأهم والأضخم لدول المنطقة». وأضاف أن هذه المبادرة التي تدعم توليد نحو «جيغاوات» من الطاقة الكهربائية، ما يعادل ثلث الطاقة التصميمية للمحطات الذرية، تسهم في تحقيق أهداف التنمية لدول المنطقة في مجالات أمن الطاقة والنمو الصناعي وتنويع مصادر الطاقة والاندماج الإقليمي». وعلى رغم إغفال الإشارة إلى المشروع الأوروبي «ديزرتيك» الذي يراهن على استغلال الطاقات الشمسية الهائلة للصحراء الكبرى، شدد أختر على دور برامج تقنية الطاقة الشمسية المركزة العربية في تعميق الاندماج اليورو- متوسطي لمصلحة الدول العربية «التي سيكون في قدرتها الاستفادة من إمكانات هائلة غير مستغلة». وشكل خفض انبعاثات غازات الدفيئة الهدف الرئيس لتأسيس صندوق التقنيات النظيفة (ورديفه «صندوق المناخي الاستراتيجي) الذي بلغ حجم رصيده من التزامات الدول المانحة نحو 5 بلايين دولار وساهمت الولاياتالمتحدة واليابان وبريطانيا بأقل من نصف المبلغ بقليل. ويدير الصندوقين بنوك التنمية الأفريقي والآسيوي والأميركي والأوروبي إضافة الى مؤسسة التمويل الدولية والبنك الدولي. ويعول الصندوق على نجاح برامج الدول العربية الغنية بشمس صحاريها والتي تطلق 11 مشروعاً تجارياً في فترة تمتد من 3 إلى 5 سنوات تشمل بنية تحتية متكاملة من محطات توليد الكهرباء وشبكات الربط الكهربائي، لاكتساب الخبرة وإدارة الأخطار، والأهم خفض تكلفة تقنية الطاقة الشمسية المركزة بما يساعد على انتشارها عالمياً. وتختلف تقنية الطاقة الشمسية المركّزة عن تكنولوجيا الخلايا الكهربائية الضوئية الأقدم باستخدام حقول مرايا أو عدسات لتزويد محطات توليد الكهرباء بالطاقة الحرارية إلا أنها تواجه تحديات ضخمة إذ أن مشروع «ديزرتيك»، على سبيل المثال، يتطلب استثمار 400 بليون يورو لتزويد أوروبا بنحو 15 في المئة من استهلاكها من الطاقة الكهربائية في منتصف القرن.