هي الحال التي قال عنها الشاعر «كل ما قلت هانت جد علم جديد»، وهي «العجايب» التي لا تكف عن الظهور كل ساعة في هذا «الزمان» في هذا الحي المنكوب (قويزة). حين أخذ السيل كل شيء، وأصبح أمل المنكوب أن يعثر على الموت في جثة عزيز مدفونة في الوحل، أو ملقاة بين الركام، وحينها فقط يصبح الاختلاف على هوية الجثث ممكناً. لم يعد من أمل أمام أسرتين إلا أن تتمنى كل واحدة منهما أن تكون الجثة التي عثر عليها الدفاع المدني، أخيراً، لها، بعد أن اختفت الملامح، وتحللت القسمات، إلا أن تحليل الحمض النووي «DNA» أنهى اختلاف الأسرتين. وكشف مدير المركز الإعلامي في مديرية الدفاع المدني العميد محمد القرني ل «الحياة» أن الأسرتين اشتبهتا في إحدى الجثث، مشيراً إلى أن كل أسرة كانت تعتقد أن الجثة تنتسب لها، موضحاً أنه تم إجراء تحليل الحمض النووي للجثة للتأكد من هويتها، واتضح انتسابها لإحدى الأسرتين. وقال: «اقتنعت الأسرة الأخرى بعدم انتساب الجثة لها بعد أن أوضحنا لها عملية الكشف عنها من طريق الفحص الذي يتعرف على هوية المتوفين». وأوضح أن الغموض ساد عدداً من الجثث بعد اختفاء ملامحها عند الوفاة، ما جعل كلاً من الأسرتين تعتقد أن تلك الجثة لها. بدوره، أكد المدير العام للشؤون الصحية بمحافظة جدة الدكتور سامي باداود أن فحص الحمض النووي يكشف شخصية المتوفى بنسبة 100 في المئة، لافتاً إلى أن وزارة الصحة ترسل بيانات الفحص والنتائج والتقارير النهائية لتعلن عنها الأدلة الجنائية.