حذّر مسؤول أميركي من مخاطر تقليص الاستثمارات في قطاع النفط بسبب الأزمة العالمية، ودعا الدول المنتجة إلى تكثيف جهودها، لزيادة الاستثمارات وجلب التقنية، معرباً عن دعم بلاده لبناء مفاعلات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية في منطقة الخليج العربي. وأوضح نائب وزير الطاقة الأميركي دانييل بونمان، في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس في الرياض، أن «الأزمة المالية ألقت بظلالها على الاستثمارات النفطية، وأثرت بصورة قوية في مسار استثمارات الطاقة، ما يهدد بتقليص إنتاج النفط في المستقبل». ودعا بونمان «الدول المنتجة إلى تكثيف الجهود لزيادة الاستثمارات النفطية وجلب التقنية، من أجل تحسين إنتاج النفط، لمواجهة الطلب المستقبلي على الطاقة»، مشيداً في الوقت ذاته بمشاريع شركة أرامكو السعودية وإنجازاتها النفطية. ورداً على سؤال ل«الحياة» حول تأثير تذبذب أسعار النفط في الاقتصاد العالمي، قال: «إن تذبذب الأسعار جاء نتيجة لتقلبات الطلب»، مشيراً إلى أن مستويات الأسعار ومدى عدالتها يعتمدان على حجم العرض والطلب والنمو الاقتصادي والصناعي. ولفت المسؤول الأميركي خلال المؤتمر الصحافي إلى أن الولاياتالمتحدة الأميركية تدعم بناء مفاعلات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية في دول الخليج العربي، بما يتفق والمعايير البيئية والمعاهدات المنظمة لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، لتسهم في تنويع مصادر الطاقة، والتخفيف من الاحتباس الحراري. وأضاف أن «المفاعلات النووية هي وسيلة جيدة ومناسبة، يمكن أن تنتج الطاقة على نطاق واسع، وبشكل آمن وبكلفة تنافسية، وتكون مساندة للوقود الأحفوري، غير أنها لن تكون بديلاً عنه على المدى المنظور». وشدد على أن الولاياتالمتحدة تحصل حالياً على 20 في المئة من حاجاتها من الكهرباء عن طريق مصادر الطاقة النووية، كما أن الحكومة الأميركية تعمل جاهدة للتغلب على بعض الصعوبات الطويلة الأمد لبناء محطات الطاقة النووية الجديدة. وذكر نائب وزير الطاقة الأميركي، أن بلاده مستعدة لتقديم المساندة التقنية لأي مشروع يهدف إلى توفير الطاقة بأساليب آمنة بيئياً، بيد أنه لم يفصح عن أي محادثات جرت بهذا الخصوص مع مسؤولين سعوديين خلال زيارته إلى المملكة، والتي شملت المنطقة الشرقيةوالرياض. وحول إمكان الاستفادة من تقنية اصطياد وخزن الكربون قال: «إن دول العالم تعمل على تطوير آلية تحقق التنمية النظيفة، من خلال إيجاد مشاريع تقوم على استثمارات اصطياد الكربون، وتوظيف العائدات في تطوير التنمية المستدامة في الدول النامية». وأشار إلى أن هذا الأمر سيطرحه الرئيس الأميركي باراك أوباما في مؤتمر تغيّر المناخ الذي بدأ أعماله في كوبنهاغن، معتبراً الرئيس الأميركي لاعباً مهماً مع الحكومات الأخرى، ومن بينها السعودية لإيجاد مقاربة مسؤولة حيال قضية التغيّر المناخي. وعن محادثاته مع المسؤولين السعوديين، قال إنها شملت مجالات التعاون الثنائي في مجال النفط والغاز، وكذلك آفاق مشاريع الطاقة المتجددة، وشملت زيارته المنطقة الشرقية، حيث التقى مسؤولين من شركة أرامكو السعودية، وعدداً من رجال الأعمال.