بقيت اسواق الاسهم متقلبة مع احصاءات اقتصادية متباينة من الصين الى الولاياتالمتحدة في حين وُصف النشاط الذي شهدته البورصات، الشهر الماضي وبدايات الشهر الجاري، بانه تطبيق لسياسة «اقطف واهرب» من دون الانغماس في سياسة استثمارية «طويلة الاجل». في الوقت نفسه توقع صندوق النقد الدولي ان يكون الانكماش الاقتصادي طويل المدى وعميقاً، في حين سيكون النهوض بطيئاً وتدفق رؤوس الاموال ضعيفاً الى الاقتصادات الناشئة. وقال الصندوق، في بيان صحافي قدم لتقرير «افاق الاقتصاد العالمي» الذي سيكشفه امام اجتماعات الربيع في واشنطن يومي 25 و26 نيسان (ابريل) الجاري «ان الازمة المالية في الدول الغنية منذ الربع الثالث للعام الماضي كان لها انعكاسات كبيرة على الاقتصادات الناشئة وزاد تأثيرها في الربع الخير من السنة ما تسبب باضرار كبيرة في الاقتصادات الآسيوية». وقال دانكان نيديروير الرئيس التنفيذي لبورصة نيويورك، اكبر البورصات الدولية، ان الحجم الكبير للاسهم الذي جرى تبادلها في الفترة الاخيرة «ليست مؤشراً حقيقياً الى ان اسوأ المراحل جرى تجاوزها». واشار، في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز»، الى ان «من لديه الاموال الاستثمارية الحقيقية لا يزال خارج السوق، ينتظر ويراقب. وعندما يقتنع بان الازمة انتهت يمكن رؤية نمط مغاير في الاسواق». وكانت الاسواق الآسيوية عكست بعض تفاؤل «وول ستريت» بالانتعاش على رغم الاسعار السلبية للتضخم في الولاياتالمتحدة. وما لبثت ارقام اقتصادية صينية عن تباطؤ النمو وتراجع الصادرات الى ادنى مستوى في 10 سنوات ان حد من اندفاعة الاسهم، رغم اعلان الحكومة الصينية ان بوادر انتعاش بدأت تظهر بعد سريان مفعول خطة الانعاش وحجمها 3 تريليونات ين (585 بليون دولار). وقبل اعلان النتائج الفصلية ل»جي بي مورغن» ظهر امس كانت البورصات الاوروبية حققت مكاسب متواضعة، ومع تأكد المستثمرين ان ثاني اكبر مصرف اميركي من حيث القيمة السوقية عاد الى الربحية محققاً 2.1 بليون دولار في الشهور الثلاثة الاولى من العام بعد خسارته 87 مليون دولار في الربع الاخير من العام الماضي. وكان المصرف حصل على 25 بليون دولار من وزارة الخزانة لمنع انهياره، ولم يُظهر بيانه المالي الذي اصدره امس اي مخصصات لسداد الدين. لكن الرئيس التنفيذي جيمي ديمون قال: «اننا نملك السيولة لسداد الدين الحكومي الذي حصلنا عليه في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي... يمكننا السداد غداً لكننا ننتظر توجيهات الحكومة في شأن ذلك». ومع ترحيب «وول ستريت» بانضمام «جي بي مورغن» الى «غولدمان ساكس» و»ولز فارغو» في تحقيق الارباح، تراجعت الامال قليلاً بان الاقتصاد بدأ يستعيد نموه، مع اعلان شركة «جنرال غروث بروبروتيز» طلب حمايتها من الدائنين وصدور بيانات وزارة التجارة عن تراجع بناء المنازل الجديدة في آذار (مارس) الماضي بنسبة 10.8 في المئة. وفتحت الاسواق الاميركية عند الثانية والنصف بتوقيت بريطانيا الصيفي متراجعة بنسبة ربع نقطة مئوية، لكن ما لبثت ان قلبت المعادلة وعادت الى تحقيق ارباح بسيطة في نصف الساعة الاولى من التداول قبل ان تعاود التراجع مع بيان صندوق النقد. ومع ان اسعار النفط تحسنت قليلاً نتيجة الارباح المحققة في القطاع المالي في الولاياتالمتحدة الا ان الصورة القاتمة التي رسمها صندوق النقد للاقتصادات في الدول الصناعية والناشئة لم تسمح لعقود الخام في ايار (مايو) ان تتجاوز مستوى 49.30 دولار للبرميل خصوصاً مع زيادة المخزون الاميركي وتراجع الاستهلاك في العالم الصناعي والدول الناشئة.