لو قُدّر للطائر الأزرق أن ينطق على مدى الأسبوع الماضي فلن يتجاوز حديثه كلمتين: «عاصفة الحزم»، إذ مازالتا تتسيدان المشهد في مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً، بين مؤيد وداعم لكل غارة جوية، أو ضربة صاروخية تطلقها قوات التحالف. وفي الوقت الذي يتزامن ذلك مع تكاتف بين الشعبين السعودي واليمني، من خلال إطلاق عدد من الوسوم عبر «تويتر»، يظهر من خلالها تأييد اليمنيين لموقف الحكومة السعودية، وفي المقابل حرص السعوديون على تأكيد المحبة والتعاطف مع أشقائهم من اليمنيين، إلا أنه بدأت السخرية تطغى على عدد من المغردين، وخصوصاً بعد ظهور حسابات تابعة للميليشيات الحوثية والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وبدأ السجال بين الطرفين يتجدد ويسجل حرباً جديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. مئات الوسوم في «تويتر» تحكي عن عاصفة الحزم، أبرزها الوسم الرئيس «عاصفة الحزم»، الذي سجل ما يقارب ال50 ألف تغريدة في الساعة الواحدة طوال الأسبوع الماضي، لتنطلق وسوم عدة تدور كلها حول الموضوع نفسه، ما استدعى تفاعل القنوات التلفزيونية مع هذه الأحداث، فأطلقت قناة «العربية» وسم «هشتقة الشاشة» الذي يتفاعل مع الأحداث الراهنة، وانطلق بوسم «عاصفة الحزم». وفي الوقت الذي تواترت أنباء، على مدى اليومين الماضيين، عن رصد أحد رجال الأعمال اليمنيين مكافأة مالية قدرها 10 ملايين لمن يقبض على الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، أو عبدالملك الحوثي، غرد أحدهم تعليقاً على الحدث: «حاطين مكافأة 10 ملايين للي يمسك علي عبدالله صالح والحوثي، شدو حيلكم يا إخوان حتى لو تشوفون أحد يشبهم اطرحوه»، لينطلق بعدها عدد من التغريدات الساخرة عن تقديم بطاقات إعادة الشحن لمن يتمكن من القبض عليهما. وفيما يتزامن الحس الساخر مع نشاط حسابات تتبع للميليشيات الحوثية تعلن رصد مكافآت لمن يقبض على الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بمبالغ مالية وصل أحدها إلى 93 ألف دولار، لتثير الفضول لدى المغردين من خلال تعليقاتهم، فيقول أحدهم: «لماذا 93 ألف دولار وليست 90 ألف دولار أو 100 ألف دولار»، لتكون الردود حاضرة، وبسخرية: «شكلهم جامعينها قطة»، ويأتي آخر قائلاً: «زي لما تكون تخفيضات ب99 ريال». فيما لم يغب ضاحي خلفان عن المشهد التفاعلي من خلال حسابه الشخصي في «تويتر»، إذ أعلن «مليون درهم لمن يلقي القبض على عبدالملك الحوثي ويسلمه للعدالة، وحظيت هذه التغريدة بنحو 4 آلاف إعادة تغريد.