شاهدت جدتي تخيط فستاناً فقلت لها: «لمن هذا الفستان الجميل؟»، قالت: «لدمية أختك الصغيرة»، ورأيت في يدها «إبرة»، فقلت: «يا جدتي إن الإبرة أداة رفيعة جداً، ولها طرف حاد وآخر فيه ثقب صغير لإمرار الخيط من حوله، ولكن مَنْ صنع الإبرة؟». ضحكت جدتي وقالت: «صُنعت الإبرة القديمة من العظم أو العاج أو الخشب أو البرونز، وكان بعض منها مخززاً كالذي يستعمله الإسكافي، ووجدت الإبرة الجيدة المصنوعة من حسك السمكة أو عظم الطير، حتى أن الإبر الحجرية وجدت في آثار مصر القديمة، ويعتقد بأن الإبر الفولاذية التي نستعملها الآن صنعها الصينيون أولاً، وقدمت إلى أوروبا عن طريق المغاربة في القرون الوسطى، وصنعت أول الإبر الفولاذية فيها، ومن المنتجين الأساسيين للإبر في العالم فرنسا وإنكلترا، وعلى رغم استعمال العديد من الآلات لصنع الإبر فلا تزال صناعتها صعبة، فالإبر تمر عبر 20 شخصاً قبل أن يتم صنعها.