اتهمت الأحزاب العربية في كركوك الأجهزة الأمنية «بالتقصير والتراخي» في أداء واجباتها بعد الإعلان عن نجاة رئيس القائمة العربية في مجلس محافظة كركوك من محاولة اغتيال، فيما تشهد البصرة، وخصوصاً ريفها، ارتفاعاً في عمليات القتل والسطو المسلح. وأعلن عضو المجلس السياسي العربي في كركوك الشيخ عبدالرحمن منشد العاصي ل «الحياة» نجاة رئيس القائمة العربية في مجلس المحافظة محمد خليل الجبوري من محاولة اغتيال بعد إلقاء مسلحين مجهولين قنبلة يدوية استهدفته أثناء خروجه من منزله في حي التسعين وسط المدينة. وأوضح ان «أفراد حماية الجبوري تمكنوا من التعرف إلى المسلحين» واتهم «الأجهزة الأمنية بالقصور والتراخي عن اداء واجباتها المطلوبة خصوصاً بعد التعرف إلى هوية المسلحين». وشدد على ضرورة ان «تدرك الأجهزة الأمنية المخاطر التي يتعرض لها مسؤولون وقيادات الأحزاب السياسية في الوقت الحالي ناهيك عن الاستهدافات المتكررة ضد المواطنين». ولكن قائد شرطة كركوك اللواء تورهان عبدالرحمن نفى وجود تقصير في اداء عناصر قوات الأمن في المحافظة. وأوضح ل «الحياة» ان «جهاز الشرطة لم يتسلم بعد مذكرة قضائية لاعتقال المتهمين في محاولة اغتيال الجبوري». وأكد «اتخاذ الإجراءات القانونية بعد مطالبة القضاء رسمياً باعتقال المتهمين». الى ذلك، شهدت الأسابيع الأخيرة في البصرة (490 كلم جنوب بغداد) ارتفاعاً في عمليات القتل والسطو المسلح، خصوصاً في ريف المحافظة بسبب وجود مناطق غير مسيطر عليها، فيما ذكرت مصادر رسمية انه تم إطلاق نظام «أمين المحلة» لتفادي التدهور الأمني خلال الانتخابات. وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة البصرة علي المالكي في تصريح ل «الحياة» إن «هناك مناطق ما زالت ساخنة في المحافظة تستغلها العصابات التي تستخدم الزي العسكري لتنفيذ عملياتها». وأضاف أن «الجهات الأمنية بدأت بتغيير خطتها الأمنية تماشياً مع طبيعة المرحلة» لافتاً الى «ازدياد عمليات السطو المسلح في مناطق الزبير والمعقل وسفوان وأبو الخصيب» مشيراً الى «اعتقال عصابات متهمة بهذا النوع من التخريب». وزاد «أعدنا العمل بنظام أمين المحلة والذي سيساعد في عملية الإبلاغ عن الحوادث والجرائم التي يمكن أن تحدث ضمن نطاق مسؤوليته في المحلة، إضافة إلا أن المداهمات الأمنية للبيوت لن تتم إلا بعد إبلاغه». وأشار المالكي إلى أن «المحافظة ليست بحاجة الى تكثيف عدد قوات الأمن في الشوارع في الوقت الحالي» لافتاً الى ان «الاهتمام منصب حالياً على المعركة الإستخبارية مع هذه العصابات والتي ستكون الانتخابات موعداً مناسباً لتطبيقها بعناية». وأوضح المالكي في إطار الحديث عن تنامي عمليات القتل مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات أنه «يوجد نحو 483 مركزاً انتخابياً في البصرة، وتم وضع خطة كفيلة بحمايتها خلال يوم الاقتراع». وكان مصدر من قيادة شرطة البصرة أبلغ «الحياة» بأنه «تم العثور على عدد من الجثث وقد رميت إلى جانب الطريق المؤدي إلى قضاء الزبير (غرب المحافظة) بعد سرقة سيارات المجني عليهم». وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن «عدد الضحايا خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وصل إلى 11 شخصاً»، ولفت إلى أن «المحافظة شهدت عمليات مماثلة في ايام متتالية» من رمي جثث بعد سرقة السيارات. وكشف المصدر أنه «تم إلقاء القبض على أكثر من عصابة للقتل والسلب الشهر الماضي قدمت من محافظات أخرى إلى البصرة» لافتاً الى ان «العصابات بدأت تغير مواقع نشاطاتها بين المحافظات» موضحا أن «قضاء الزبير هو من أكثر المناطق التي تحدث فيها عمليات قتل وسطو لبعده من مركز المدينة ذات الكثافة العسكرية». وفي النجف (160 كلم جنوب بغداد) أعدّت الحكومة المحلية خطة أمنية لمناسبة زيارة يوم الغدير التي تصادف اليوم (الأحد) فيما بدأ آلاف الزائرين التوافد الى المدينة براً وجواً من داخل العراق وخارجه لإحياء هذه الزيارة. وأعلن الناطق باسم المديرية العامة لشرطة المدينة الملازم الأول مقداد الموسوي «وجود تنسيق واتصالات متواصلة مع الأجهزة المختصة في المحافظات المجاورة لمدينة النجف، إضافة الى تنسيق مع وزارة الداخلية أيضاً». وأضاف أن كوادر مديرية مكافحة المتفجرات ستجري مسحاً ميدانياً لكافة المباني والمؤسسات والمناطق والأحياء والساحات العامة المحيطة بالمدينة القديمة ومركز المدينة أيضاً». وأوضح أنه «سيتم تنفيذ الخطة الأمنية بالتعاون والتنسيق مع جهاز الاستخبارات الوطني والدوائر الاستخباراتية في المدينة». من جانبه أشار رئيس مجلس محافظة النجف الشيخ فائد الشمري في مؤتمر صحافي إلى أن «الأجهزة الأمنية في المدينة أعدت خطة محكمة تم فيها الاستفادة من الأخطاء التي حصلت في الزيارات الماضية ومنها قلة الكادر النسائي المسؤول عن عمليات تفتيش النساء». ولفت الى «وجود اقتراح لعقد مؤتمر أمني في المدينة بالتعاون مع رؤساء ومحافظي ورؤساء اللجان الأمنية وقيادات الأجهزة الأمنية بالمحافظات المجاورة لمناقشة الوضع الأمني خصوصاً خلال فترة الانتخابات المقبلة». وشهدت النجف توافد عشرات آلاف الزائرين من المحافظات العراقية فضلاً عن الزائرين من دول خليجية وعربية وإيران لإحياء مراسم زيارة الغدير.