يرى الإعلامي جورج قرداحي بأن الإذاعات اليوم لم تعد تحتفظ بالقوة ذاتها التي كانت عليها فيما مضى، مؤكداً أنها ترزح الآن تحت وطأة إعلام مرئي ساحق، شارحاً الأمر بقوله: «قبل أن يكون هناك إعلام مرئي ناشط وفاعل كانت الإذاعة هي المسيطرة واللاعب الإعلامي الوحيد في الربع الأول من القرن الماضي، واستمرت الإذاعة في مجدها خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية وما بعدها، ولكنها اليوم لم تعد أكثر من بديل في غياب التلفزيون بسبب التنقل بالسيارة أو غير ذلك، خصوصاً في ظل انتشار القنوات الفضائية وكثرتها وقوة أدائها». ورفض مقدم برنامج «من سيربح المليون» على شاشة MBC قبل أعوام مقارنة الصحافة الورقية بمنافسيها سواء الإلكترونية أو التلفزيونية، وأكد بأنه ما زال من عشاق الصحف والمجلات ومن المتابعين لها بشكل كبير «الصحافة الورقية لا تزال الأقوى والأهم، والحديث عن إمكان زوالها ليست جديدة، فسبق أن ردد البعض مع انطلاق الإذاعات بأن الصحافة ستعجز عن المنافسة ولكن ذلك لم يحدث، وهو الحال في منافستها مع الصحافة المرئية، وعلى رغم ذلك تمكنت من النجاح، وأنا متأكد من أنها قادرة على التفوق على الصحافة الإلكترونية». ولم يخف قرداحي بأن برنامجه الشهير من «سيربح المليون» كان أحد أهم الخطوات في مشواره الإعلامي «أتصور بأن تقديمي لمن سيربح المليون أسهم في تشجيعي على تطوير مستواي، خصوصاً أن البرنامج يحمل طابعاً خاصاً، كونه مناسباً لجميع الأزمنة ويستهدف كل فئات المجتمع لما يحمله من معلومة مفيدة تسهم في رفع المعدل الثقافي للمتابع»، ولم يستغرب استمرار مطالبة الجماهير بإعادة تجربة البرنامج إذ يرى بأن «من سيربح المليون» قادر على الاستمرار لفترات طويلة قبل أن يمله المتابعون. وبالنسبة لمقارنة البعض بين نجاح من «سيربح المليون» والأصداء حول برنامجه الأخير «القوة العاشرة» يعلّق بالقول: «منذ بداية تسجيل البرنامج رفضت أن أضعه في مقارنة مع «من سيربح المليون»، لأنه يختلف تماماً في محتواه وأهدافه فالقوة العاشرة يقدم أهدافاً ترفيهية أكبر من الثقافية، وهو عكس ما يقدمه «من سيربح المليون» تماماً لذا من الطبيعي أن يجد جماهيرية مختلفة». واستطرد: «القوة العاشرة يقدم معلومة قابلة للنقاش، ودائماً أجد الناس يتساءلون عن مصدر المعلومة، وبعض المشاهدين يعترضون على بعض النتائج، ويبدأون البحث عن حقيقتها، فالهدف إذاً من برنامج القوة العاشرة المسابقة الترفيهية والمسلية وليس المسابقة الجدية تماماً، وهو من حيث الجماهيرية لا بأس به ومتابعيه كثر، وقد حقق النجاح بكل المقاييس ووصل إلى المركز الأول في العالم العربي بين البرامج بحسب الاستطلاعات، وعلى رغم كل الاعتراضات الحاصلة على الشكل والمضمون وغيرهما يبقى عملاً تلفزيونياً أدى واجبه». وبالحديث عن تفوق المرأة إعلامياً على الرجل، يؤكد قرداحي أن كلمة «تفوقت» فيها مبالغة وسابقة لأوانها، ويستدرك: «لا أحد ينكر أن المرأة اليوم خطت خطوات حديثة ومتقدمة ليس فقط في مجال الإعلام بل في معظم المجالات وفي معظم الدول العربية، وقد حجزت موقعاً لها في الإعلام، وهذا أمر جيد ويجب أن نشجعه، وعلى الرجال جميعهم دعمهن وأن تستمر المرأة في نضالها من أجل تحقيق نفسها والحصول على وضعية أفضل حتى في المجال السياسي»، ويتابع: «أنا معجب بالعديد من الإعلاميات فقد حققن نجومية واسعة، ونشاهدهن على الشاشات العربية ولهن فضل كبير في إظهار دور المرأة وكفاءتها، ثم في لعب دور مهم جداً على صعيد المجتمع، وهن كأي إعلامي أخذ شهرته من المشاهدين والمستمعين والقراء؛ فدرجة التقييم الحقيقية هي التي تُعطى من المشاهدين والمجتمع عموماً، فإذا كانت الإعلامية ناجحة في نظر الناس فلا يمكن أن يأتي شخص ويقول أنها ليست كذلك، لأن الحسّ العام أعطاها هذه الصفة ومنحها هذا التكريم بكل صدقية».