ليس من مخالفة للواقع أو انتقاص من جماهيرية ذلك الذي صرح به الرئيس الشبابي خالد البلطان حول «الثلاثة الكبار»، ولكن من قام بالتعقيب وتداخل وأفرط في التبرير هو من أحس بعقدة النقص، وأراد التشبث بالأضواء، ولو عبر رد أو حوار. مثلث برمودا السعودي أضلاعه «الهلال ثم الاتحاد ثم الشباب»، وفيه اختطفت البطولات ودون التاريخ، بينما اختفى البقية كما اختفت الطائرات والسفن في برمودا الحقيقي من دون أن تترك أثراً. 16 عاماً ولا يتواجد على ساحة المنافسة إلا هؤلاء الثلاثة، عودوا لسجلات البطولات الرسمية وليست الوهمية، فهي لم تسجل أقوى حضور جماهيري ولا أكثره فعالية، بل دوّنت بحروف من ذهب أسماء «الأبطال»، وليس الأبطال سوى الهلال والاتحاد والشباب (داخلياً وخارجياً)، عودوا لقائمة المنتخب الوطني، وعدوا ب «الآلة الحاسبة» إن شئتم عدد لاعبي هذه الأندية مع المنتخب مقارنة بغيرهم. المنافسة ليست الفوز على الغريم التقليدي في مباراة دورية، أو عند غياب نجومه، فذلك طموح «الغلابى» ومحدودي الطموح، والأهلي والنصر مع احترامنا لتاريخهما لم يعودا منافسين حتى للغريم، فكيف ترتفع قامتهما للمنافسة الكبرى على الألقاب والبطولات؟ البلطان قال الحقيقة المرة التي يتجاهلها من ما زال يمارس الدور ذاته على جمهور فريقه منذ سنين، ويخدره ب «مورفين» الأربعة الكبار، الذي لم تعد تجد جرعاته القليلة، فكان لزاماً زيادتها بالتصريحات النارية والمداخلات التلفزيونية والبيانات الصحافية، أي هو الصوت العالي فقط، وهو ما توقعت في مقال سابق أن يكون ذا حضور قوي هذا الموسم، فيما الجانب التطويري والفكر الاحترافي مغيبان تماماً، فماذا فعلت الإدارات الغاضبة طوال ذاك الزمن البائس، لتكون في واجهة الأحداث وبؤرة الاهتمام وميادين المنافسة؟ الحقيقة تقول لا شيء، والتاريخ يقول لا شيء، فلم العتب وتجييش الجماهير على الرئيس الشبابي الذي أضاء لها نور الهداية، وبصرها بواقعها الأليم؟ قبل أن يصب الجميع جام غضبهم على التصنيف الجيد والثابت منذ سنين، ليتأملوا قليلاً في ما صنع فرسانه مع من سبقهم من رؤساء، وكم من مال أنفق وبسخاء، وكم من جهد بذل بلا منة، وكم من تسام على الجراح والضغوط بلا كلل، كل ذلك من أجل الكيان الذي عشقوه، ليبقى في ميدان التنافس تحت ظل أي عاشق يترأسه بغض النظر عمن يكون؟ في حين كان التنافس محموماً عند غيرهم على كيفية استغلال النادي وسلب مدخراته، وهنا يكمن الفرق الشاسع، وفيه فليتنافس المتنافسون. مثلث برمودا أضلاعه ثلاثة فقط... واقع لن يغيّره غضب أو بيان، بل عمل. [email protected]