وجّه رؤساء أحزاب سياسية ومجالس عشائر وهيئات علمية في العراق أمس، رسالة إلى القادة العرب في قمتهم ال26 التي اختتمت أعمالها أمس في مدينة شرم الشيخ المصرية، أكدوا فيها ضرورة «العمل على وقف التدخل الإيراني في العراق، وإنهاء احتلالها بلادهم»، وأشاروا إلى وجود نحو 30 ألف عنصر عسكري من الحرس الثوري الإيراني يديرون عملياتهم من الأراضي العراقية». وقالوا في نص رسالتهم للقادة العرب: «إن القوى الوطنية والإسلامية العراقية، الموقعة على هذه الرسالة، والتي تمثل أوسع طيف سياسي واجتماعي وديني وعرقي في العراق، تحييكم أطيب تحية، وترغب في أن تختصر لكم الواقع العراقي المؤلم، حيث أضحى التدخل الإيراني المباشر في العراق سياسياً وعسكرياً من الوضوح بمكان، بحيث أقرت به الجهات الإيرانية، كما أقرت به الولاياتالمتحدة، والأمم المتحدة ومكاتبه الإقليمية، بل إنه تحول إلى ما يشبه حال احتلال عسكري فعلي، من خلال وجود 30 ألف عنصر عسكري إيراني في العراق، معززين بالدبابات والمدفعية والصواريخ والطائرات السمتية والمسيرة، ووجود الحرس الثوري الإيراني بقيادة قاسم سليماني قائد فيلق القدس، وفقاً لتصريحات القيادات العسكرية والسياسية الإيرانية نفسها». وأضافوا: «لقد بلغ بعض هذه التصريحات حد التمادي والتطرف حين أعلن مستشار الرئيس الإيراني علي يونسي قبل أيام «أن ايران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ عاصمتها بغداد حالياً». فكيف يرضى العرب الأصلاء بأن يصبح العراق عاصمة للإمبراطورية الإيرانية»؟ وإن سكوت الدول العربية الشقيقة على هذا التمادي، وعلى غزو احتلال العراق قبل ذلك، هو الذي دفع ايران للتمدد إلى دول عربية أخرى، ما أدى إلى تقويض دعائم الأمن القومي العربي، وإذا لم يقطع رأس هذه الأفعى في العراق، فإنها ستظل تتمدد وتتدخل في هذا الاتجاه أو ذاك». وأشاروا إلى أن العراق «يتعرض لعملية تغيير ديموغرافي منظمة، تغير عبرها الملامح الرئيسة فيه، تهدف إلى إحلال صفات جديدة وملامح من شأنها إبعاده عن هويته العربية، وفق مخطط مرسوم على المدى القصير والمتوسط والبعيد، وفي هذا السياق تعمد هذه الجهات إلى القيام بعمليات تحريف كبرى على الخريطة العراقية، تستهدف من خلالها البلدات والقصبات، إذ تجري تسويتها بالأرض، ويتم بعد ذلك إحلال مجاميع سكانية جديدة غير عراقية محلها، فيما يتم تهجير ملايين من أبناء هذه المدن والبلدان إلى أماكن أخرى، أو ترغم على ترك البلاد إلى دول الجوار ودول شتات بعيدة كما يجري الآن في صلاح الدين وديالى والأنبار والمناطق المحيطة بالعاصمة بغداد (حزام بغداد)، وشمال محافظتي بابل ونينوي وغيرهما». وشددوا على أن مخططات إيران في العراق: «تجري في ظل صمت دولي مطبق، يهدف في مراحله المتقدمة إلى تقسيم العراق وتحويله إلى كيانات عرقية وطائفية متناحرة، تكون مصدراً مباشراً لتهديد أهله والمنطقة برمتها، وتهديداً بالمحصلة للأمن القومي العربي كله من المحيط إلى الخليج، وإن الميليشيات الطائفية المرتبطة بإيران وما يسمى ب«الحشد الشعبي» تمارس أبشع الجرائم من قتل واغتصاب ونهب وسرقات وحرق للدور والممتلكات في المدن العراقية المختلفة، وتمارس كذلك التطهير الطائفي، مستغلة ما يوفره التحالف الدولي من غطاء بذريعة محاربة الإرهاب، الذي ندين كل أشكاله وبكل قوة، ما زاد أعداد النازحين واللاجئين داخل وخارج العراق، حتى بلغوا اليوم ما يربو على 10 ملايين». كما دعا القياديين في الأحزاب السياسية إلى إيقاف التمدد الإيراني، مشيدين بالرد العربي الجريء في عملية «عاصفة الحزم» لردع الانقلابيين الحوثيين، وإيقاف التمدد الإيراني على حساب الأمة العربية، فإنها تأمل من مؤتمركم الموقر بدعم مقاومة شعب العراق والعمل الجاد والعاجل على إنهاء التدخل الإيراني فيه بما يضمن إعادة العراق إلى محيطه العربي». وأكدوا في خطابهم للقادة أن الشعب العراقي «يناشدكم أن تنهضوا بمسؤولياتكم تجاهه، لتثبيت هوية العراق العربية الإسلامية، وبما يضمن الحفاظ على استقلاله ووحدته أرضاً وشعباً، واستعادة مكانته بين أشقائه العرب عنصراً فاعلاً في الحفاظ على الأمن القومي العربي. كما يناشدكم أن تسخّروا كل الإمكانات السياسية والاقتصادية والعسكرية في خدمة معركة المصير العربي، والحفاظ على أمن الأمة العربية والإسلامية. ختاماً، نتمنى لاجتماعكم كل النجاح، متمنين أن تكون القرارات التي تصدر عنه ترجمة لما يدور في قلوب وعقول الشعب العراقي والشعوب العربية بأسرها». ووقع على البيان أمس العلّامة الشيخ الدكتور عبدالملك السعدي من هيئة علماء المسلمين، وممثلون عن حزب البعث العربي الاشتراكي والقيادة العامة للقوات المسلحة و(الجيش العراقي الوطني) والمجلس السياسي العام لثوار العراق، والمجلس العسكري العام لثوار العراق، ومجلس شيوخ عشائر الثورة العراقية، وجبهة الجهاد والتغيير، وجبهة تحرير وإنقاذ العراق، والمجلس العام لثوار عشائر الأنبار، والجيش الإسلامي، ومجلس عشائر العراق العربية في الجنوب، وهيئة التنسيق المركزية لدعم الانتفاضة العراقية.