أوردت صحيفة «بيلد أم سونتاغ» الألمانية أمس، أن تسجيلات الصندوق الأسود لطائرة «جيرمان وينغز» التابعة لشركة «لوفتهانزا» التي تحطمت الثلثاء الماضي فوق جبال الألب الفرنسية، أظهرت أن قائد الطائرة كان يصرخ طالباً من مساعده اندرياس لوبيتس ان يفتح «الباب اللعين» لقمرة القيادة، قبل دقائق من الكارثة. وكانت الطائرة تقوم برحلة بين برشلونة ودوسلدورف، عندما تحطمت ما ادى الى مقتل ركابها ال150. ويبدو ان لوبيتس كان يعاني مشكلات نفسية وكان قلقاً في شأن عواقبها على مسيرته. ووَجَبَ ألا يتولى الرحلة، بسبب قرار طبي يوصي بألا يعمل في ذاك اليوم. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» أوردت أن قائد الطائرة خرج من قمرة القيادة، ولم يتمكن من العودة. ثم أكد المدعي العام في مدينة مرسيليا الفرنسية ان جهاز التسجيل الذي انتُشل من مكان تحطم الطائرة، يظهر ان مساعد الطيار اندرياس لوبيتس أقفل باب القمرة بعد خروج الطيار لفترة وجيزة، وشغّل عملية الهبوط الى الارض، لكنه لم يكشف تفاصيل الحوار بين الرجلين. وأوردت «بيلد أم سونتاغ» أن الدقائق العشرين الأخيرة من الرحلة شهدت حديثاً عادياً بين لوبيتس وقائد الطائرة باتريك س. الذي أبلغ مساعده انه لم يكن لديه وقت للذهاب الى المرحاض قبل اقلاع الرحلة. وعند الساعة 10.27 بلغت الطائرة الارتفاع المحدد للرحلة، أي 11600 متر، فطلب قائد الطائرة من لوبيتس الاستعداد للهبوط في دوسلدورف، وردّ الأخير «آمل بذلك، سنرى». وقال لوبيتس لقائد الطائرة ان في امكانه ان يذهب «الآن» الى المرحاض. وبعد دقيقتين، أبلغ الطيار مساعده انه يستطيع «تولي القيادة». ثم سُمع صرير إرجاع المقعد الى وراء وخرج الطيار من القمرة وبقي لوبيتس وحده في قمرة القيادة. وأشارت الصحيفة الى أن «الطائرة بدأت الهبوط» عند الساعة 10.29. وفي الساعة 10.32 حاول المراقبون الجويون الفرنسيون الاتصال بها، من دون جدوى. وفي اللحظة ذاتها تقريباً، أُطلق انذار داخل الطائرة. بعد ذلك يُسمع في التسجيل «ضرب قوي»، كما لو ان شخصاً يحاول دخول قمرة القيادة، ثم صراخ الطيار «حباً لله افتح الباب». لكن لوبيتس اقفل القمرة وتولى القيادة بمفرده، فيما بدأ الركاب يصرخون. في الساعة 10.35 سُمعت ضربات جديدة «معدنية على باب القمرة» التي يبدو ان الطيار كان يحاول فتحها بفأس. وبعد 90 ثانية أُطلق إنذار ثانٍ وكانت الطائرة على ارتفاع 5 آلاف متر، فيما يصرخ الطيار «افتح هذا الباب اللعين»، لكن مساعده بقي صامتاً. ونحو الساعة 10.40 اصطدمت الطائرة بجبل وسُمع صراخ الركاب، وكانت هذه الأصوات الأخيرة على التسجيل. وأوردت «بيلد أم سونتاغ» أن مضيفة الطيران ماريا ف.، صديقة لوبيتس التي كان يقيم معها قرب دوسلدورف، قد تكون حاملاً. وكانت الصحيفة نشرت السبت مقابلة مع ماريا قالت خلالها انها عندما سمعت بحادث تحطم الطائرة، «تذكرت» جملة قالها لوبيتس وهي «يوماً ما سأفعل شيئاً سيغيّر كل النظام وكل العالم سيعرف اسمي وسيتذكره». وأضافت: «اذا كان فعل ذلك، فلأنه ادرك أن حلمه بوظيفة في لوفتهانزا قبطاناً او طياراً للرحلات الطويلة، مستحيل عملياً بسبب مشكلاته الصحية». وأشارت «بيلد أم سونتاغ» الى ان لوبيتس قد يكون مصاباً بانفصال في شبكة العين، وهذا مرض عيون يمكن معالجته، لكن اذا لم يُعالج في الوقت المناسب يمكن ان يؤدي الى منع الطيار في شكل نهائي من ممارسة المهنة. وأوردت صحيفة «فيلت أم سونتاغ» الألمانية ان المحققين عثروا في منزل لوبيتس على «عدد ضخم جداً من الأدوية» المخصصة لمعالجة «امراض نفسية». وذكرت ان لوبيتس كان «مصاباً باكتئاب خطر» ويعاني ضغطاً نفسياً كبيراً، مضيفة أن «عدداً من اطباء الاعصاب والنفس» اشرفوا على علاجه.