واشنطن، بوتسدام (ألمانيا) – رويترز، أ ف ب - اعتبر مسؤولون عن المفاوضات في قمة الأممالمتحدة حول المناخ، أن مؤتمر كوبنهاغن سيفضي إلى تقديم مساعدة فورية للبلدان النامية ويدعو البلدان الغنية إلى الاتفاق حول مساعدة على المدى البعيد. ورأى المسؤول في الأممالمتحدة ايفو دو بوير، ضرورةَ أن تغادر البلدان النامية قمة كوبنهاغن بضمانة تمكنها من التخطيط لخفض ما تتسبب به من غازات الدفيئة. وقال في مؤتمر صحافي بالهاتف: «سنتفق على إجراءات في كوبنهاغن تتيح لنا الإسراع في التحرك وحتى على الفور، بعد انتهاء المناقشات، ولن يكون ذلك ممكناً إلّا إذا توصلت قمة كوبنهاغن إلى اتفاق مالي حقيقي». ودعت بريطانيا وفرنسا الأسبوع الماضي إلى إنشاء صندوق بعشرة بلايين دولار لمساعدة البلدان النامية على التصدي للاحتباس الحراري. وتعهدت بريطانيا دفع 1.3 بليون دولار، وقد يتعهد مجلس الشيوخ الأميركي دفع مبلغ مضاعف. وأوضح بوير: «اعتقد أن ثمة توافقاً متزايداً لتأمين تمويل على المدى القصير»، لكنه شكك في أن تتوصل البلدان الغنية إلى اتفاق على تمويل بعيد المدى بقيمة 100 بليون دولار تحتاج إليه البلدان النامية لتتمكن من التأقلم مع المتغيرات المناخية. في ألمانيا تمنى رئيس معهد بوتسدام لبحوث الآثار المناخية هانز يواكيم شلنهوبر «أن يكون وزملاءه العلماء على مستوى العالم، مخطئين في شأن الاحتباس الحراري». أضاف، لا يسعده أن يكون منذراً بالويلات، ويأمل في أن يكون وزملاءه أغفلوا مؤثرات يمكن أن تكبح التغير المناخي. وتابع: «يسعدني إذا تبين أننا لم نفهم النظام في شكل جيد كما كنا نعتقد وأننا قد نحصل على (فترة التقاط أنفاس) بين 20 و30 عاماً حين يتباطأ الاحتباس الحراري أو حتى يتوقف». لكن شلنهوبر الذي يقدم المشورة إلى المستشارة الألمانية انغيلا ميركل والاتحاد الأوروبي في شأن التغير المناخي، توقع أن يكون العلماء مخطئين في الاتجاه العكسي ويسيئون تقدير ديناميات التغير المناخي. ويقول معظم علماء المناخ إن الغازات التي تحتجز الحرارة وتنبعث من حرق الوقود الأحفوري تتسبب في رفع درجات الحرارة العالمية. وتقول أقلية إن الارتفاع هو نتيجة لتأرجح طبيعي في درجات الحرارة. وينضم شلنهوبر إلى قادة العالم الأسبوع المقبل في كوبنهاغن حين يحاولون التوصل إلى اتفاق جديد للأمم المتحدة يعالج قضية الاحتباس الحراري. وشبّه شلنهوبر العالم كأنه على السفينة تيتانيك، «لكن هذه المرة لدينا رؤية واضحة للأفق. نحن لا ننظر من خلال مرقب كبير في الظلام بل من خلال نظام علمي للرادار. المشكلة أن هناك 192 رباناً على متن السفينة»، في إشارة إلى عدد الدول المشاركة في محادثات مكافحة التغير المناخي، و «هذا وضع سيئ. لكنني آمل في لحظة سحرية في كوبنهاغن». وقدّم شلنهوبر «تشخيص كوبنهاغن» الشهر الماضي، ذكر فيه 25 خبيراً، أن الاحتباس الحراري يحدث بمعدل أسرع من المتوقع ويمكن أن ترتفع مستويات البحار بما يصل إلى مترين بحلول عام 2100. وحثوا على اتخاذ إجراءات للحد من زيادة انبعاثات غازات الصوبة الزجاجية بحلول 2015 تجنباً لأسوأ أثر للتغير المناخي. ويجتمع 191 بلداً في الدنمارك من 7 الى 18 كانون الاول/ديسمبر في كوبنهاغن للتوصل إلى اتفاق عالمي على خفض انبعاثات غاز الدفئية يحل محل بروتوكول كيوتو الذي ينتهي في 2012.