على بعد كيلومترات قليلة من البيت الأبيض، كان الإعلان السعودي رسمياً عن بدء العمليات العسكرية في اليمن، و «بتنسيق وثيق مع واشنطن» كما قال السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدة عادل الجبير، رداً على سؤال ل «الحياة» في مؤتمره الصحافي. وأعلن وزير الخارجية جون كيري من لوزان أنه عقد مؤتمراً عبر دائرة مغلقة مع نظرائه الخليجيين، وأكد دعم بلاده الكامل للحملة على الحوثيين. وجاء الإعلان السعودي الذي تأخّر 3 ساعات بانتظار بدء العمليات، ليعكس من العاصمة الأميركية البعد الدولي للحملة، ودعم إدارة باراك أوباما. وقال الجبير إن العمليات العسكرية ضد الحوثيين بدأت في الساعة السابعة مساء بتوقيت واشنطن، بعد تنسيق مع حلفاء المملكة العربية السعودية وفي مقدمهم الولاياتالمتحدة و «على أعلى المستويات». وأكد تقدير الرياض لهذه الدول. وتابع أن عشر دول تشارك في العملية العسكرية في اليمن، بينها دول الخليج، باستثناء سلطنة عمان، موضحاً أنها تستند إلى ميثاقَي الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية. وأضاف: «من واجبنا إنقاذ الشعب اليمني من سيطرة الحوثيين، والعملية العسكرية تشمل ضربات جوية غير مقتصرة على مدينة أو منطقة يمنية معينة، وتهدف إلى الحفاظ على الحكومة الشرعية والشعب اليمني». وأوضح أن «دول مجلس التعاون الخليجي بذلت جهوداً لتسهيل الانتقال السلمي للحكومة في اليمن، لكنّ الحوثيين استمروا في تقويض عملية الانتقال السلمي من خلال احتلال مزيد من الأراضي والاستيلاء على أسلحة الحكومة». وقال إن العملية ستكون محدودة بأهدافها، وهي «حماية الحكومة الشرعية في اليمن والدفاع عنها، ومنع تحول البلاد إلى دولة فاشلة». وتطابق موقف الرياض مع ما أعلنه البيت الأبيض فجر أمس، من أن الولاياتالمتحدة تنسّق في شكل وثيق مع السعودية وحلفاء عرب آخرين في إطار العملية العسكرية التي تشنُّها هذه الدول ضد الحوثيين. وتلت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بيرناديت ميهان بياناً جاء فيه أن «الرئيس (باراك) أوباما سمح بتقديم مساعدة لوجستية ومخابراتية في العمليات العسكرية التي تشنها دول مجلس التعاون». وأوضح البيان أن الولاياتالمتحدة على اتصال وثيق بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وأن «القوات الأميركية لا تشارك مباشرة في العمليات العسكرية لكنها شكّلت خلية تخطيط مشتركة مع السعودية من أجل تنسيق المساعدة الأميركية». ودعا البيان الحوثيين إلى «وقف أعمالهم العسكرية التي تزعزع البلاد فوراً، والعودة إلى المفاوضات التي تُشَكِّل جزءاً من الحوار الوطني». وذكرت ميهان أن «الأسرة الدولية قالت بوضوح في مجلس الأمن وفي منتديات أخرى أن السيطرة بالقوة على اليمن من قبل فصيل مسلح، غير مقبولة وأن عملية انتقالية سياسية يرغب فيها الشعب اليمني منذ زمن طويل، لا يمكن أن تتم إلا عبر مفاوضات سياسية ومن خلال تفاهم كل الأطراف». مسؤول أميركي رفيع المستوى قال إن السعودية نسّقت مع واشنطن في شأن العملية العسكرية في اليمن وعلى «أعلى مستوى»، وأوباما على علم بالخطة. أما كيري فأعلن من لوزان حيث يلتقي نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أنه عقد مؤتمراً عبر الدائرة المغلقة مع نظرائه من دول الخليج حول الوضع في اليمن. وأوضح مسؤول في الخارجية الأميركية أنه أشاد بالعملية العسكرية ضد الحوثيين، مشيراً إلى دعم واشنطن ب «تأمين المعلومات الاستخباراتية والمساعدة في اختيار الأهداف والدعم اللوجستي للضربات» ضد المتمردين. وتابع أن «الوزراء أعربوا عن دعمهم المفاوضات السياسية، لأنها السبيل الأمثل لحل الأزمة، إلا أنهم أشاروا إلى أن الحوثيين هم من بدأ حملة عسكرية».