أثارت قضية تعذيب الطفل أحمد موسى فرج الله (10 أعوام) حتى الموت في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة خلال أيام عيد الأضحى المبارك، غضباً وحزناً شديدين في القطاع حيث أصبحت قصة مقتله على كل لسان خلال اليومين الماضيين. وكانت «مؤسسة الضمير لحقوق الانسان» كشفت في بيان صحافي تعذيب الطفل وضربه على رأسه حتى الموت على يد أحد أقاربه. وذكرت «الضمير» و «المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان» و «مركز الميزان لحقوق الإنسان» أن سكاناً في المخيم عثروا على جثة فرج الله ملقاة في حظيرة للمواشي تعود لأحد أقاربه، وكانت مقيدة اليدين إلى الخلف بسلك حديدي، وعلى الرأس آثار ضربات ودماء، فيما كمم فمه بشريط لاصق. ووفقاً لإفادة والد الطفل، فإن ابنه اختفى ليل السبت - الأحد الماضي عشية وقوع الجريمة، فاعتقد أنه يبيت عند أحد أقاربه، غير أن عدم عودته إلى المنزل صباح اليوم التالي كالمعتاد، أثار الشك لدى الأسرة، فشرعت في البحث عنه حتى وجده أحد أقاربه مقتولاً في حظيرة تبعد عن منزله نحو 150 متراً. وأعلنت الشرطة التابعة للحكومة المقالة أمس اعتقال القاتل بعد مرور أقل من ثلاثة أيام على ارتكابه جريمته. وقالت مصادر حقوقية مطلعة ل «الحياة» إن القاتل أحد أقارب القتيل، ولم تُعرف بعد دوافعه لارتكاب هذه الجريمة البشعة التي هزت الشارع الغزي. في سياق متصل، أعلن «المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان» و «مركز الميزان» أمس مقتل شابة تدعى رفقة غازي سلامة (29 عاماً) من مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، في أحدث «قضايا الشرف». ووفقاً لمصادر في الشرطة، فإن القتلة هم شقيق القتيلة، واثنان من أعمامها، واثنان من أبناء عمومتها. وقام هؤلاء بقتلها خنقاً بواسطة منشفة مبللة بالماء بينما كانت نائمة داخل منزلها ليل الجمعة - السبت الماضي قبل ثلاثة أيام من موعد زفافها. واعتقلت الشرطة المتهمين الخمسة وأحالتهم على النيابة العامة لاستكمال التحقيقات. وبهذه الجريمة، يرتفع عدد ضحايا «جرائم الشرف» منذ مطلع العام إلى 10، هم سبع نساء ورجلان وطفل، قتلوا في 8 جرائم، وقعت إحداها في الضفة الغربية والبقية في محافظات قطاع غزة، بحسب المركز الفلسطيني. وعبر المركزان عن قلقهما إزاء تكرار جرائم قتل النساء في الأراضي الفلسطينية على خلفية «شرف العائلة»، بسبب «الحصانة الممنوحة للقتلة من خلال تنفيذ أحكام مخففة في حق مقترفي هذه الجرائم، إذ لا تتجاوز العقوبة القصوى ثلاث سنوات مدنية، أي نحو 24 شهراً فعلياً». وطالبا ب «وقف التساهل مع جرائم قتل النساء التي عادة ما تبرر على أنها صون لشرف العائلة، وفي كثير من الحالات تتضح دوافع القتل ويظهر أن لا علاقة لها بالشرف، إنما هي وسيلة المجرمين للإفلات من العقاب».