دعا خبراء ومسؤولون عن الآثار في العراق الحكومات المحلية والحكومة المركزية إلى تخصيص قوات أمنية كافية لحماية المواقع الأثرية التي تتعرض للسرقة والتهريب بعد انسحاب القوات الأميركية منها خلال الأشهر الماضية. وقال معاون المدير العام لدائرة آثار ميسان (380 كلم جنوب بغداد) ساهر العريبي في تصريح الى «الحياة» إن «القوات العراقية لم تستطع حماية المواقع الأثرية الموجودة في محافظة ميسان بسبب تخصيص عدد قليل من قوى الأمن لحماية هذه المناطق». وأوضح أن «عدد المواقع الأثرية الموجودة في المحافظة يبلغ 370 في حين يبلغ عدد حراس هذه المواقع 90 عنصراً فقط غير مجهزين بأسلحة ومستلزمات الحماية بشكل جيد فضلاً عن كون المواقع الأثرية متباعدة الأطراف». وزاد: «طالبنا الوزارات بفتح قسم جديد من الشرطة يعنى بحماية الآثار، ولكن لم يتغير الوضع إلى الآن». وأشار إلى أن «الفترة الماضية شهدت بروز جماعات تعتاش على بيع الآثار العراقية في المحافظة». وتابع: «في مناطق مثل كميت والبتيرة هناك قطع أثرية بارزة للعيان ومن الواجب حمايتها كي لا تهرّب إلى الخارج». من جانبها أوضحت الخبيرة في دائرة آثار ذي قار وصال نعيم ل «الحياة» أن «وزارتي الداخلية والدفاع مشغولتان في المهمات الأمنية الخاصة بمحاربة الإرهاب ولم تستجيبا إلى نداءاتنا المتكررة بشأن حماية الآثار في ذي قار، خصوصا في بعض المناطق غير المستقرة فيها وتشهد عمليات بيع الآثار». وقالت: «تصلنا إخباريات بشأن تنقيب بعض الجماعات المجهولة عن الآثار فنبلغ بدورنا وزارة الأمن الوطني التي لها دور في حماية المواقع الأثرية». ولفت الى «ارتكاب وزارة النفط تجاوزات على العديد من المواقع الأثرية بغرض التنقيب النفطي، ما يفقد هذه الاماكن أهميتها العلمية، فضلاً عن تجاوزات بعض السكان». وكانت القوات الأميركية تشغل موقع مدينة أور الأثري في ذي قار ( 390 كلم جنوب بغداد) خلال السنوات الماضية، الأمر الذي كان يحول دون اقتراب عصابات تهريب الآثار من هذه المواقع، فيما فتح إنسحاب القوات الاميركية، بحسب بعض خبراء الآثار، الباب واسعاً أمام المهربين. ويقول مدير مؤسسة حماية التراث سلمان الركابي ل «الحياة» ان «وجود القوات الأميركية ساهم في إفساد بعض المواقع الأثرية ولكنه شكّل نوعاً من الحماية لها من عصابات التهريب». وأوضح أن «وجود القوات الأميركية لم يكن يمنع من إجراء جرد أو مسح بين الحين والآخر للتأكد من سلامة هذه المواقع». وتحتوي محافظة ذي قار على مواقع أثرية ترجع إلى عصر فجر السلالات ابرزها مدينة أور التي تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، إضافة إلى مدينة أريدو الأثرية.