ربما يلحظ المتابع للمنافسات الكروية السعودية في درجاتها كافة، ان هناك ثمة أمل بوجود خطط تطويرية بدأت تلوح في الأفق من خلال اهتمامها بالنشء في مجال كرة القدم، فقد بدأنا نشاهد مباريات ترتقي لمستوى التطوير المنشود، ولو أخذنا مثلاً مباراة الاتحاد مع النصر في الناشئين التي أقيمت منذ أيام عدة في جدة كمثال، لتأكد لنا ان هناك اهتماماً في صنع القاعدة بعيداً عن الفوز والخسارة التي تهم السواد الأعظم من المشجعين، لكن مسألة خلق جيل قادم إلى عالم الكرة السعودية يجب ان تأخذ جوانب التطوير كافة، وهذا الأمر لم يكن موجوداً منذ فترة ليست بعيدة، بدليل أننا نسمع ونقرأ آراء عدد من مسؤولي الأندية يتغنون بالإنجازات التي جلبتها الفئات السنية للنادي في الوقت الذي نجد ان الفريق الأول للنادي يعتمد على إنتاج الغير ولا نشاهد مسألة الإحلال الواجب ان تكون بحسب تلك الدعاية الزائفة لمن تغنى بإنجازات الصغار بينما يتم تسريحهم بعد ان تتوقف الحاجة (الإعلامية) لهم، ومثال ذلك ما قاله احد مسؤولي الأندية والذي يقال انه يهتم بالفئات السنية انه لا يحتاج الى وجود أكاديمية مثل أكاديمية الأهلي مادام ان ناديه هو المسيطر على بطولات الناشئين والشباب، وهو أمر يتناقض مع الهدف الذي من اجله يتم وجود فرق سنية الهدف منها الإنتاج والتعزيز وخلق جيل محاط بثقافة اللعبة كافة من كل جوانبها. لذلك لابد ان تهتم والأندية على مستوياتها كافة بتأسيس القاعدة من النشء في كرة القدم وبما يبني أجيالاً مستقبلية ذات مستوى متكامل ومتوازن لعناصر اللعبة. وهذه الفرق السنية يجب ألا يكون الهدف منها جلب البطولات كهدف أساسي، بل لابد من إخضاعهم الى برامج إعداد من حيث الإعداد البدني في المقام الأول وهو من أهم عناصر إعداد لاعبي كرة القدم كونه يعد أساسياً لتطوير الأداء المهاري والفني والخططي والنفسي. ففرق الصغار من أهدافها ان تكون رافداً متسلسلاً للفرق الأخرى، وان تحقق انجازات على أيدي هؤلاء الصغار فلا بأس. المشكلة ان بناء القاعدة بالصورة السليمة في الأندية يكاد ان يكون مفقوداً الى هذه اللحظة وهو أمر سيعطل الكثير من مقومات النجاح المراد تحقيقه في مجال كرة القدم السعودية التي اصبح لا تواجد لها في البطولات العالمية وهو بسبب تردي خطط الإعداد، فهناك الكثير من البحوث العلمية والتجارب الناجحة في الدول المتقدمة لكننا لا نهتم بها فاهتمامات الأندية تنحصر في أشياء ضيقة ووقتية وهي أمور ستضعف من قوة وجود منتخبات سعودية لها اعتباراتها الايدولوجية. في مباراة الاتحاد والنصر للناشئين التي سقناها كمثال من دون تعليق في مقدمة المقال، قد تكون مباراة تبشر بمسألة التطوير المنشودة، والسبب إننا رأينا وجوهاً واعدة يمكن خلق منهم لاعبين كبار في المستقبل، كما انها مباراة طغى عليها التكتيك الجيد في التموضع والانتشار والاستلام والتسليم، علماً بأننا نتحدث عن لاعبين لا يتجاوز عمر أكبرهم ال 16 عاماً، فإذا تم وضع برامج علمية خاصة فإننا سنكون على أبواب البدء في تطوير النشء في كرة القدم بالشكل السليم. [email protected]