16 ساعة من العمل تنهك جسده، الفتي النحيل، لكنه يعتبر عمله متعة يقضي بها إجازته. ينصح أبناء مكة باستغلال موسم الحج ليتعرفوا على الثقافات التي تتوافد على المشاعر من كل حدب وصوب، على رغم أنه لم يتجاوز الرابعة عشرة ويدرس في الصف الثاني المتوسط. اسم الفتى جابر اليافي ومقر عمله بين جنبات مشاعر منى، وبضاعته عصرية وتدل على ذكائه، إذ إن «إقبال الحجاج على الكمامات ارتفع هذا العام مقارنة بالأعوام الأخرى، بسبب انتشار مرض أنفلونزا الخنازير، فأبيع خمس عبوات إليكرتونية في اليوم الواحد، مستمداً علاقتي بالعمل الحر بعائلتي التي تعشق الأعمال الحرة». يقول جابر وهو أحد أبناء حي شارع المنصور في مكة «إن عمل الحج له نكهة خاصة لا يمكن وصفها، وهو يعمل طوال اليوم في مشعر منى بلا كلل أو ملل»، مضيفاً «في الحج يزيد دخلي ويعلمني الاعتماد على النفس، ما نما في داخلي قيماً كثيرة». ويشير إلى أنه وأشقاءه الأربعة ينتشرون في شوارع منى طوال اليوم، وعند نهايته يجتمعون لتبادل الحديث عن مواقف اليوم، ومن يحددون الفائز اليومي بأكثر المبيعات أمام والديهم. ويهوى جابر كرة القدم والسباحة ويتمنى الدخول في عالم رجال الأعمال بعصامية، مؤكداً أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة. ويعود جابر بحديثه على بيع الكمامات قائلاً: «إن سر نجاح عملي في موسم الحج هو تمكني خلال البيع من زرع الابتسامة في وجه زبائني الحجيج، وهذا يضيف لي متعة إلى جانب متعة كسب المال»، مقتدياً بشقيقه الأكبر الذي علمه مهارات البيع قبل ثلاثة أعوام.