دان عددٌ من الدول الغربية والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، «الهجمات الإرهابية» التي استهدفت مساجد في اليمن أول من أمس وأدت إلى سقوط 142 قتيلاً و351 جريحاً، فيما ندد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالاعتداءات، مؤكداً أنها تهدف إلى دفع اليمن نحو «أتون الفوضى والاقتتال»، وأن «التطرف الشيعي الذي تمثله ميليشيات الحوثي المسلّحة والتطرف السنّي الذي يمثله «القاعدة»، كلاهما وجهان لعملة واحدة، لا يريدان الخير والاستقرار لليمن وأبنائه». وقال فرحان الحق، مساعد المتحدث باسم الأممالمتحدة، في بيان، إن بان كي مون دعا جميع أطراف هذه الأزمة إلى وقف القتال وضبط النفس. واستهدفت الهجمات، التي تبناها تنظيم «الدولة الإسلامية»، مسجدين في صنعاء كان يصلي فيهما عناصر في ميليشيا الحوثيين التي تسيطر على العاصمة، ومسجداً في صعدة بشمال البلاد التي تشكّل معقلاً للحوثيين. كما دان مجلس الأمن الدولي في بيان، قصف القصر الرئاسي في عدن والهجوم على المطار الدولي في المدينة. وقال البيان إن «المجلس يؤكد أن الرئيس عبد ربه منصور هادي هو السلطة الشرعية» في اليمن. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي برناديت ميهان، في بيان، إن «هذه الاعتداءات على مؤمنين مسلمين خلال صلاة الجمعة، تظهر مرة أخرى مدى الفساد الأخلاقي لهؤلاء الإرهابيين والتهديد الذي يمثلونه للشعب اليمني والمنطقة والعالم». وفي واشنطن، دان أيضاً البيت الأبيض الهجمات، لافتاً إلى أنه يدقّق في تبنّي تنظيم «داعش» هذه الهجمات. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست: «نعبّر عن تعازينا لأسر الضحايا، ونأسف لوحشية الإرهابيين الذين ارتكبوا هذه الهجمات ضد مواطنين يمنيين كانوا يصلّون في سلم». وأضاف أنه لا يستطيع أن يؤكد حتى الآن «صحة ما أعلنه هؤلاء المتطرفون لجهة انتمائهم إلى الدولة الإسلامية، إذ لا دليل واضحاً حتى الآن على صلة بين هؤلاء المتطرفين في اليمن ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. فقد شهدنا هذا النوع من التبنّي في الماضي من جانب مجموعات متطرفة، لكن لأسباب دعائية». وفي باريس، وصف وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس، الاعتداءات ب «الكارثة المطلقة»، قائلاً «إننا إزاء إحدى تلك الدول التي تتفاقم الأزمة فيها يومياً. إنها ماساة تامة». وتابع: «يجب المطالبة بأن يتمكّن مجلس الأمن الذي أرسل مبعوثاً خاصاً، من فرض استقرار الوضع مع تفادي التقسيم لما ينطوي عليه من مخاطر جمة، وبما يتيح العودة إلى وضع عادي» في البلاد. من جانبه، استنكر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الاعتداءات الانتحارية في مسجدين في صنعاء يرتادهما الحوثيون الشيعة. وندّد هادي في رسالة تعزية لأهالي الضحايا، بهذه «الأعمال الإرهابية والإجرامية الغادرة»، قائلاً إنه «لا يقدم على ارتكاب مثل هذه الأعمال البشعة إلا أعداء الحياة، بهدف جرّ البلاد إلى أتون الفوضى والعنف والاقتتال». وشدّد على أن «التطرف الشيعي الذي تمثله ميليشيات الحوثي المسلّحة والتطرف السني الذي يمثله «القاعدة»، كلاهما وجهان لعملة واحدة، لا يريدان الخير والاستقرار لليمن وأبنائه».