تزيّنت مدينة الرياض في اليومين الماضيين، بأمطار ناعمة تارة وقوية تارة أخرى، ممزوجة بالبَرَد أحياناً، لتظهر رونقاً بهياً، نافضة من فوق المباني الشاهقة ذرات «الغبار» التي استوطنتها فترة. غيوم «داكنة» و«فاتحة» انتشرت في سماء العاصمة، داعية الكل للخروج والاستمتاع بما تبقى لهم من أنفاس الشتاء الأخيرة، في الوقت الذي تزامن فيه جمال المطر مع إغلاق أبواب المدارس، معلنة بدء «فسحة» منتصف الفصل الدراسي، الممتدة أسبوعاً كاملاً. وعلى رغم الفرح العارم الذي نشرته الأجواء لتشق طريقها إلى صدور قاطني الرياض، إلا أن المديرية العامة للدفاع المدني أكدت أنها بدأت في تطبيق خطة السيول والأمطار، ونشرت فرقها الميدانية في المتنزهات البرية التي يتجه إليها المواطنون والمقيمون، واقفين على أهبة الاستعداد لأي ظرف طارئ من الممكن أن يحدث. ويقول المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني الرائد محمد الحمادي ل«الحياة»: «لا يمكن أن نصف الأمطار في هذا الوقت سوى بأمطار خير وبركة، فنحن في مديرية الدفاع المدني لم نتلق سوى أربعة بلاغات طبيعية في مثل هذه الأجواء، ولم نستقبل أية حالات احتجاز كبيرة أو ما شابه»، مشدداً على ضرورة أخذ الحيطة والحذر، والاتصال على رقم الطوارئ في حال وجود حالات تستدعي تدخل الفرق الميدانية. بدورها، توقعت هيئة الأرصاد الجوية وحماية البيئة استمرارية هطول الأمطار لنهاية الأسبوع المقبل، منوهة بأخذ الحيطة والحذر والتروي في الخروج إلى أماكن التنزه، إذ أشار المتحدث الرسمي للأرصاد الجوية حسن القحطاني إلى إمكان استمرار التقلبات الجوية الحاصلة حتى نهاية الأسبوع المقبل، موضحاً أن فرصة هطول الأمطار في هذه التقلبات ورادة أيضاً. في حين دعت إدارة مرور منطقة الرياض المواطنين والمقيمين بالأخذ بوسائل وتعليمات السلامة المرورية خلال القيادة أثناء الاستمتاع بإجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، التي تستغل في ظل هذه الأجواء بالقيام بالرحلات البرية، وارتياد المتنزهات العامة. وكانت منطقة الثمامة شمال شرقي الرياض شهدت أمس ازدحاماً شديداً منذ ساعات مبكرة، تزامناً مع هطول الأمطار الغزيرة على الرياض ومحافظاتها. وخرج أهالي الرياض باتجاه الثمامة والمخيمات المحيطة للاستمتاع بالأجواء الممطرة والربيعية، ما شكل زحاماً شديداً في الطرق المؤدية للمنطقة، إذ اصطفت المركبات في شكل طوابير لمسافات تجاوزت كيلو مترين، ما أجبر الكثيرين منهم إلى أن يسلكوا طرقاً صحراوية للخروج من الاختناقات المرورية وللحاق بما تبقى من ساعات النهار، وممارسة الهوايات المحببة للأطفال والشباب مثل «التطعيس». وفي محافظة الخرج هطلت أمطار غزيرة إلى متوسطة مصحوبة بزخات من البرد، شملت مدن السيح والدلم والهياثم ونعجان والسلمية واليمامة. وفي منطقة الجوف، هطلت أمطار غزيرة أمس، مصحوبة بالبَرد، شملت مدينة سكاكا ومركز خوعاء وعذفاء والشويحطية، وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني بمنطقة الجوف المقدم عطاالله الرويلي، أنه وفقاً للتنبيه الصادر عن الأرصاد الجويّة، فإن هناك احتمالاً لهطول أمطار رعدية مصحوبة برياح وزخات من البرد.