قُتل نحو اربعين شخصا وجرح اكثر من مئة، لدى خروج قطار موسكو - سان بطرسبورغ عن خطه مساء الجمعة، نتيجة تعرضه ل»هجوم ارهابي»، كما اعلنت لجنة التحقيق التابعة للنيابة العامة الروسية. وقالت النيابة العامة انه «بحسب حصيلة اولية قتل 26 شخصا على الاقل واصيب اكثر من مئة بجروح»، موضحة ان «ارتفاع عدد الضحايا لا يمكن استبعاده». فيما أعلنت ناطق بإسم الدائرة الإقليمية لوزارة الطوارئ أن عدد القتلى بلغ 39 شخصا، وما زال 18 شخصا في عداد المفقودين. وتعززت فرضية أن تكون كارثة القطار السريع في روسيا نجمت عن إعتداء إرهابي، بعدما عثرت السلطات الأمنية على بقايا عبوة ناسفة إنفجرت على السكة الحديد أثناء مرور القطار. وإتجهت أصابع الإتهام إلى منظمات قومية متشددة أعلنتت مسؤوليتها عن الحادث، لكن حهات التحقيق أعلنت أنها لا تستبعد كل الفرضيات، وبينها إحتمال تورط إنفصاليي منطقة القوقاز. وكان قطار «نيفسكي اكسبريس» انحرف عن سكته على الخط الرابط بين موسكو وسان بطرسبورغ مساء الجمعة ، وأصيبت أربع قاطرات بأضرار كبرى ما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص وإصابة آخرين . وتباينت معطيات الأجهزة الرسمية الروسية حول عدد الضحايا، علما أن القطار كان يقل 682 شخصا، بينهم أفراد الطاقم. وفور وقوع الحادث فتحت موسكو تحقيقا دلت نتائجه الأولية إلى إحتمال أن يكون نجم عن إعتداء تخريبي متعمد. وقالت مصادر النيابة أن التحقيقات الميدانية وأقوال الشهود أكدت وقوع إنفجار قبل مرور القطار مباشرة ، وعثر المحققون في وقت لاحق على بقايا عبوة ناسفة ما عزز فرضية تعرض القطار لهجوم إرهابي. وبحسب المعطيات المتوافرة فإن الإنفجار وقع تحت عربة القيادة مباشرة، ما أدى إلى إهتزاز القطار كله بقوة وخروج العربات الثلاث الأخيرة عن السكة بينما إنقلبت العربة الرابعة. وقالت الناطقة باسم النيابة العامة الروسية مارينا غريدنيفا إنه تقرر فتح تحقيق جنائي تحت بندي الإرهاب وحيازة مواد متفجرة وأسلحة. وخلافا لأحداث مماثلة وقعت في السابق، تجنبت أجهزة التحقيق هذه المرة التسرع في توجيه أصابع الإتهام إلى المجموعات المتشددة الناشطة في منطقة القوقاز، لكن متحدثا أمنيا قال إن «كل الفرضيات ستوضع في الحسبان». في الوقت ذاته أعلنت منظمة قومية متعصبة مسؤوليتها عن الحادث، ونشرت بيانا على شبكة الإنترنت أكدت فيه عزمها على «مواصلة إستهداف المنشآت ووسائل النقل العامة «. ومعلوم أن المنظمات القومية المتعصبة زادت نشاطها بشكل ملموس خلال السنوات الأخيرة، وإنتقلت من وسائلها من تنفيذ هجمات بالأسلحة الباردة على أماكن تجمعات الأجانب إلى تدبير إعتداءات دموية تستخدم فيها مواد متفجرة. وقال مصدر تحدثت إلى «الحياة» إنه يرجح فرضية وقوف المتعصبين القوميين وراء حادث القطار بإعتبار أن انفصاليي القوقاز لم ينفذوا أي هجمات تفجيرية في مناطق خارج القوقاز منذ سنوات، ولأن العبوة الناسفة التي تم العثور على بقاياها محدودة الفعالية ما يرجح أنها مصنوعة يدويا. ونقلت وكالة «رويترز» لاحقا عن رئيس جهاز تشغيل السكك الحديدية الروسية ان انفجارا ثانيا أقل قوة وقع امس في موقع حادث القطار. واوضح المسؤول ان قنبلة انفجرت في الثانية بعد الظهر، بالتوقيت المحلي، قرب موقع الانفجار الاول الذي تسبب في اخراج القطار عن سكته.