فيما أقرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بفقدان طائرة استطلاع (درون) فوق سورية، قال ناشطون إن دفاعات النظام استهدفتها خطأ كما يبدو للاشتباه في أنها تابعة لفصائل المعارضة وليس للحكومة الأميركية. واكتفت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بالقول إن «الدفاعات الجوية السورية أسقطت طائرة استطلاع معادية شمال اللاذقية»، ونقلت عن التلفزيون السوري «أن الجهات المختصة باشرت التحقيق لمعرفة الجهة التي تتبع لها الطائرة»، من دون الإشارة إلى أنها أميركية. وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، من جهته، «أنه تبيّن أن الطائرة التي سقطت ليلة (أول من) أمس في محافظة اللاذقية، أسقطتها قوات النظام في قرية المقاطع التي تبعد نحو 10 كلم عن مدينة اللاذقية، عبر استهدافها بصاروخ، ظناً من قوات النظام أنها طائرة استطلاع لمقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) أو للكتائب المقاتلة». ولم يكن واضحاً ما هي المعلومات التي استند إليها «المرصد» في تقريره. أما وكالة «فرانس برس» فنقلت من دمشق عن «مصدر عسكري سوري» قوله رداً على سؤال عن سبب إطلاق النار على الطائرة: «بمجرد دخولها إلى الأجواء السورية، نعتبر أنها تسعى إلى جمع معلومات أمنية وعسكرية عن الأراضي السورية. هل دخلت للنزهة؟». وأوضح أنه «لم يتم التعرف على الطائرة لدى رصدها»، لكن الجيش السوري «في جهوزية تامة للتعامل مع أي اعتداء أياً كان مصدره»، مشيراً إلى أن «كل حالة يتم التعامل معها وفق معطياتها الخاصة. وهذه الحالة تم التعامل معها كهدف معاد». ورجح المصدر السوري أن تكون الطائرة «دخلت عبر الأراضي التركية»، لافتاً إلى أن لا وجود لتنظيم «الدولة الإسلامية» في المنطقة التي أسقطت فيها الطائرة، ولكن «قد يكون هناك بعض المواقع لجبهة النصرة». وفي واشنطن، أكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن الجيش الأميركي «فقد في حوالي الساعة 1:40 بعد ظهر الثلثاء بتوقيت واشنطن الاتصال بطائرة استطلاع من طراز «أم-كيو 1 براديتور» فوق شمال غربي سورية». إلا أن المسؤول لم يؤكد سقوطها بصاروخ. وقال: «في هذا الوقت ليس لدينا معلومات لتأكيد التقارير الإعلامية بأن الطائرة تم اسقاطها». وفتح خبراء تحقيقاً في احتمال أن تكون الطائرة سقطت بسبب عطل فني. وذكرت «رويترز» أنه إذا كانت قوات الرئيس السوري بشار الأسد قد أسقطت الطائرة الأميركية فسيزيد ذلك من الأخطار التي تواجهها حملة القصف التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» والتي بدأت في سورية في أواخر أيلول (سبتمبر). وكانت الولاياتالمتحدة قد وصفت دفاعات الأسد الجوية بأنها «سلبية» وهو ما يعني أنها لا تشتبك مع طائرات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة بينما تشن الطائرات الأميركية والطائرات الأخرى ضربات جوية ضد المتشددين. ولم تستهدف الضربات الأميركية قوات الأسد ولا البنية الأساسية العسكرية. ونقلت «رويترز» عن مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه إن الطائرة أقلعت من قاعدة في تركيا، فيما قال مسؤول آخر إنها كانت تعمل فوق محافظة اللاذقية. وأوضح مسؤول أميركي آخر أن الطائرة دُمّرت لكن المسؤولين الأميركيين لم يخوضوا في تفاصيل توضح ما حدث ولم يؤكدوا احتمال أن قوات الأسد اشتبكت مع الطائرة. وهذا أول حادث من نوعه منذ بدأ التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في تنفيذ ضربات جوية ضد جماعة «الدولة الإسلامية» المتشددة أولاً في العراق في آب (أغسطس) ثم في سورية في أواخر الشهر التالي. لكن هذه ليست الطائرة الأولى التي يفقدها التحالف في سورية. ففي كانون الأول أسر تنظيم «الدولة» طياراً أردنياً بعدما سقطت طائرته الحربية في شمال شرقي سورية. ونشر المتشددون تسجيلاً مصوراً في شباط (فبراير) يُظهر قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً.