كانت مئات الأسر الفقيرة صباح أمس، على موعد مع اللحوم، التي لم تزر بيوت بعضهم منذ فترة طويلة، بيد ان ما تسلموه من جمعيات خيرية، شرعت أبوابها لتلقي أضاحي العيد، لم يكن بمقدار ما تسلموه في الأعوام الماضية. وأشاروا إلى ان النقص في الأضاحي «يحدث للمرة الأولى، إذ شعرنا أن كميات اللحوم التي تسلمناها قليلة». وتوقعت جمعيات خيرية قبل أسبوعين من حلول عيد الأضحى، أن «تشهد لحوم الأضاحي انخفاضاً»، إلا أن آخرين رجحوا ان تحافظ على مستوى العام الماضي. وقالت مديرة جمعية «جود النسائية الخيرية» في الدمام منيرة الحربي، ل«الحياة»: «بدأنا توزيع لحوم الأضاحي على الأسر المسجلة في قوائم الجمعية منذ الثامنة، وحتى ال12 ظهراً، وسلمنا 100 أسرة حصصهم من أضاحي العيد. فيما تم الاحتفاظ بكميات أخرى، لتوزيعها باقي أيام العيد». وأقرت الحربي بحدوث نقص في أعداد الأضاحي التي تسلمتها الجمعية «بخلاف ما هو معتاد عليه سنوياً، إذ كان التوزيع سابقاً أفضل، والكميات كانت أكبر، إذ كنا نعطي الأسرة أحياناً ذبيحة شبه كاملة. وحالياً اختلف الوضع، وهذا ما لاحظته الأسر الفقيرة». فيما توضح مسؤولة في جمعية أخرى، أن «توزيع لحوم الأضاحي تم بطريقة تختلف عن كل عام، بسبب النقص فيها، الذي قد يكون عائداً إلى ارتفاع أسعارها، واقتصار الأضحية على أهل البيت والأقارب»، مضيفة «حسبنا كمية اللحوم التي وصلتنا هذا العام، وقسمنا الكمية (بالكيلوات) على عدد أفراد كل أسرة من التي نرعاها». وتقول مشرفة على توزيع اللحوم في جمعية فتاة الخليج في الخبر: «إن كميات اللحوم التي تسلمناها كانت قليلة، وحاولنا توزيعها على الأسر التابعة للجمعية كافة». ومن بين الأسر التي تسلمت لحوم أضاحي هذا العام، كانت أسرة أم نواف، التي تضم خمسة أبناء أيتام. وتروي الأم حالهم في أول أيام العيد، مع الفقر والبهجة التي تدخل إلى قلوب أبنائها عندما يستقبلون هدايا العيد، وأبرزها اللحوم. وتقول: «الجمعيات الخيرية بدأت بتوزيع لحوم الأضاحي هذا العام، على رغم النقص الذي سمعنا عنه قبل حلول العيد. واتضح ذلك من خلال الكميات التي تسلمناها اليوم». وتوجهت أم نواف إلى جمعية البر في ساعات الصباح الأولى، لتسلم هدية العيد واللحوم التي «ابتهج أبنائي لرؤيتها وتذوقها. كما ان عدداً من فاعلي الخير عايدوا أبنائي، بالهدايا». وتعود أم نواف إلى قصتها مع الفقر التي تربطها بوفاة زوجها، «توفي وترك لي خمسة أطفال، وليس لي من معين غير الله ثم الجمعيات الخيرية. فاللحوم لا نعرف طعمها إلا في العيد، وهي وصلت بيتنا اليوم، وإن كانت قليلة». وتشير ثريا عبد الرحمن (أسرة فقيرة) إلى ان الجمعيات الخيرية أبلغت الأسر التي ترعاها مبكراً، باحتمال حدوث النقص. وتقول: «أبلغونا أن أضاحي هذا العام ستكون أقل، وان نصيب كل أسرة سيكون بحسب أعداد أفرادها، وهذا ما حدث صباح اليوم، إذ أن كمية اللحوم الموزعة كانت قليلة مقارنة بالأعوام السابقة». وتضيف «نحن الفقراء ننتظر العيد لفرحنا بقدومه، فأطفالنا ينتظرون الهدايا وكسوة العيد، وتناول اللحوم، فالأضاحي تعني الكثير للفقراء والمحتاجين، والكثير من الأسر تعتمد على المساعدات من فاعلي الخير والجمعيات الخيرية».