هناك في وسطنا الرياضي، من يقول، ويعد، وربما أقسم على أن يكون صاحب روح رياضية عالية، في ما لو خسر فريقه نتيجة المباراة أمام منافسه، كما حدث للهلال أمام الاتحاد في نهائي دوري المحترفين. كثيرون وعدوا ولم يوفوا بوعودهم، وعندما تبحث عنهم في نهاية المباراة التي خسرتها فرقهم لا تجدهم، كونهم غادروا من الباب الخلفي قبل نهاية المباراة، والسبب أنهم لا يملكون، شجاعة المواجهة، ولا يتحلون بروح رياضية...! أما البعض الآخر منهم، فهم لا يفضلون الهروب من الأبواب الخلفية، ولكنهم يظهرون في أحاديثهم الصحافية، والتلفزيونية وجوهاً أخرى، هي على العكس تماماً مما رددوه قبل المباراة، حتى إنك كمتابع تمنيت لو أبقوا على الصورة التي رسموها في السابق. وهذه النماذج يجب أن نعترف أنها تتكاثر، وتتوارث أيضاً، لكن نموذجاً واحداً كرئيس الهلال، الأمير الشاعر، عبد الرحمن بن مساعد، بعث فينا الأمل على أن الروح الرياضية « لها ناسها»، ولها أصحابها ورجالها، وأن وسطنا الرياضي ما زال بخير. قال الأمير عبدالرحمن بن مساعد، سأهنئ الاتحاد لو فاز بالمباراة وأوفى بقوله، وليس ذلك فقط، بل إنه وفي غمرة الحسرة والأسى، ونفسيته المتعبة على خسارة فريقه، وضياع اللقب، راح الأمير النبيل «يقبّل» لاعبي الاتحاد فرداً، فرداً، ويهنئهم على البطولة. تلك هي الروح الرياضية التي غابت كثيراً، والتي وصفتها الكاتبة جهير بنت عبدالله المساعد بقولها «عالم الرياضة اختلفت موازينه، واختلت معاييره، وأصبحت عبارة «روح رياضية»، من مخلفات الماضي، ومن العبارات المشردة التي لا تجد لها بيئة تستصلحها، أو واقعاً يتبناها». وتضيف الكاتبة «إذا كنت مع مجموعة نقاش تزيد حدته، لا يخلو الموقف من أحدهم أو إحداهن، يقول لماذا لا تتحلون بروح رياضية يا جماعة؟ ثم إذا اختلفت معه في رأي لن يتورّع عن تدميرك، ولو بمقدوره أن يضعك تحت عجلات سيارته لفعل». وتختم الكاتبة مقالتها « باختصار أنعي إليكم الروح الرياضية منذ أن خرجت على الجنازة من الأوساط الرياضية، وبات أشد الناس تعصباً الرياضيون، والحل، أن نعيد تربية أبنائنا، أما تربية أنفسنا، فهي مثل انتظار الورد من الحجر». ومع ذلك أقول إن وجود الأمير عبدالرحمن بن مساعد، رئيس نادي الهلال، هو مكسب للوسط الرياضي، والأمل أن يبقى الأمير ويستمر بيننا لأكثر من أربع سنوات، إلاّ أن ما أخشاه أن «يطفش» رئيس الهلال ويترك مكانه شاغراً. ولا شك أننا بحاجة إلى أكثر من خالد بن عبدالله، وأكثر من عبدالرحمن بن مساعد، وأكثر من عبدالعزيز الدوسري، وفي المقابل أتمنى أن يتخلّص وسطنا الرياضي، ممن يسيئون له، حتى نكون جديرين بشعارنا «خلي عندك روح رياضية». [email protected]