أوضح الخبير في شؤون المياه المهندس محمد حبيب البخاري، أن هيئة الأرصاد وحماية البيئة حذرت منذ الشهر الماضي من سيول أمطار تشرين الثاني (نوفمبر)، إذ أرسلت بيانها إلى كل القطاعات الحكومية، خصوصاً أمانة جدة حتى تستعد لمواجهة الأمطار الغزيرة وسيولها. وأضاف البخاري في تصريح ل «الحياة» أن مدينة جدة تخترقها 16 وادياً من الشرق إلى الغرب، في حين أن أمانة جدة عمدت إلى إغلاق مجرى السيل الكبير ونفذت بدلاً منه مشروع الأسواق التجارية من دون مبرر. وقال: «حجم الأمطار التي سقطت على المحافظة تبلغ 9 (ملم)، وهي كمية كبيرة وكافية لقتل العشرات من المواطنين في ظل ضعف تصريف مياه الأمطار وسد طرق مجاري السيول في المحافظة، والتي لا تزال تعاني من سوء التنظيم والتخطيط في هذا الشأن». وذهب الخبير في شؤون المياه إلى أن بحيرة المسك من المتوقع أن تنفجر قريباً، وتجرف السكان والمباني المجاورة لها، كونها تحوي ما يقارب 50 مليون متر مكعب من المياه، فيما يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 137 متراً، في حين أن حجم منسوب المياه فيها يبلغ الآن نحو عشرة مترات مكعبة، وهي أرقام مخيفة تهدد بالموت للقريبين من منطقة البحيرة». ولفت إلى أنه يتعين تشكيل لجان عاجلة لاستجواب أمانة جدة والتحقيق معها في كارثة أمطار جدة، مؤكداً في الوقت ذاته أن مبدأ الثواب والعقاب من شأنه أن يدفع الجهات الخدمية إلى تحسين خدماتها والتقليل من أخطائها. وعاد للقول: «إن موت عشرات الأهالي في اقل من تسع ساعات له دلالات خطرة تتعلق بسوء التخطيط والاستهانة بمياه الأمطار والتي تم التحذير منها في أوقات ماضية»، مضيفاً في الوقت ذاته ان فكرة إبعاد المراكز البحثية والدراسات الأكاديمية عن مثل هذه المواضيع من الأخطاء التي تتسبب في نقص المعلومات لدى أمانة جدة التي يجب أن تعيد النظر في كل مواصفات مشاريعها.