أظهرت دراسة بريطانية، صدرت حديثاً، أن تربية الأطفال انطلاقاً من مبدأ الحب والحنان المقترن بالحزم والصرامة يجعلهم ناجحين في حياتهم البالغة أكثر من غيرهم. وأوضحت الدراسة، المنشورة في موقع «بي بي سي»، التي أعدتها مؤسسة «ديموس» البريطانية للأبحاث، أن الموازنة بين مشاعر الحب والحنان والانضباط والحزم ينمي في الطفل الكثير من مهارات التواصل الاجتماعي مقارنة مع التربية الحازمة فقط، أو تلك التي تتركه ينمو ويكبر من دون انضباط، وقالت الدراسة إن الأطفال حتى حدود الخامسة من العمر، الذين يتربون في بيئة عائلية محبة ومنضبطة، أو ما يعرف ب «الحب الحازم»، ينمون قدرات وصفات شخصية أفضل من أقرانهم ممن تربوا في بيئات مختلفة نسبياً. وقال مؤلف الدراسة جين لكسموند ان «المهم هنا هو تطوير الثقة والحب والحنان المقرون بالضبط والحزم والصرامة». وتشير إلى أن صفات في الشخصية مثل الانضباط الداخلي ووضوح الهدف والغرض، والجاذبية الاجتماعية، تتطور أكثر عند الأطفال الذين يتربون في بيئة يتوازن فيها الحب مع الانضباط، وعلق أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز الدخيل حول الحب الحازم هل هو أفضل طريقة للتربية، «أن الحب الحازم لا يخلق شخصية جيدة والوسطية في قضية التربية هي الأساس الجيد، وضبط سلوكياتهم لأنه لن يتعلم الطفل من خلال سلوكياتنا، وليس المقصود من الحزم الضرب، بل لا توافق الطفل على كل حاجاته ولا تدلل أكثر من اللازم ولا تحرمه من كل شيء»، وأشار الدكتور الدخيل إلى أن تربية الطفل تختلف بحسب تعليم الأسرة ونظرتها، إضافة إلى اختلاف الثقافات، وفي المجمع السعودي تختلف بحسب ما ذكرت سابقاً، والتربية بالحب ستنجح، إذا كانت بطريقة التوازن بين الحب والدلال والحزم وضبط السلوك، سواء كان في المجتمع العربي أو السعودي.