أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن «قراراً قريباً جداً» سيتخذ في شأن المساعدات العسكرية الأميركية المُعلقة لمصر، لكنه لم يوضح طبيعة هذا القرار، رغم تكرار السؤال عنه في مؤتمر صحافي عقده أمس في ختام زيارته إلى شرم الشيخ حيث شارك في «مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري» الذي يُختتم اليوم. وأوقفت الإدارة الأميركية تسليم مصر طائرات «اف - 16» ودبابات «ابرامز» وقطع غيار مروحيات «أباتشي» تسلمتها القاهرة أخيراً. وجاء إيقاف برنامج المساعدات كرد فعل على عزل الرئيس السابق محمد مرسي، بعد تظاهرات عارمة عام 2013. وأثنى كيري على «الإصلاحات الاقتصادية» التي اتخذتها الحكومة المصرية. وقال إن بلاده «ملتزمة بتعزيز الشراكة مع مصر»، موضحاً أنه أكد خلال لقاءاته في شرم الشيخ دعم أميركا «العميق» للقاهرة، وشدد على وقوف الولاياتالمتحدة إلى جانب مصر «في حربها ضد الإرهاب». وسُئل: «متى ستفرج أميركا عن المساعدات العسكرية لمصر الضرورية في حربها ضد الإرهاب؟»، فأجاب: «أتوقع أن يكون هناك قرار، قريباً جداً»، ثم تحول سريعاً إلى الحديث عن المؤتمر الاقتصادي بإسهاب، فقال: «نحن ننظر إلى هذا المؤتمر كخطوة مهمة جداً، بسبب أنه يدعو إلى الاستثمار الخاص ويتحدث عن انخراط القطاع الخاص في اقتصاد مصر مستقبلاً. نثمن دور الدول التي قدمت أموالاً لمساعدة مصر على تجاوز أزمة الموازنة وهذا جزء مهم جداً لدفع الاقتصاد إلى الأمام، لكن على المدى الطويل ما لم تقم مصر بتغيير اقتصادها حتى يكون هناك استثمار أكثر للقطاع الخاص وخلق وظائف وفتح إمكانات أكبر، فسيعودون إلى الدوران في الدائرة نفسها ونظام المعونات نفسه». وأشار إلى أن «160 رجل أعمال أميركياً يمثلون 70 شركة أميركية زاروا مصر العام الماضي والتقاهم الرئيس السيسي وتحدثوا عما تحتاجه مصر، وكانت هناك اتفاقات خلقت وظائف». وأضاف أن «أميركا تُقدم نحو 20 في المئة من كل الاستثمارات الأجنبية في مصر بما يعادل 2.2 بليون دولار، وهي ثاني أكبر مستثمر في مصر. ونعتقد بأن الشعب المصري والحكومة المصرية يدركان أننا نتقاسم معهم المسؤولية، وهذا المؤتمر أظهر ذلك». وأعيد طرح السؤال عن المساعدات العسكرية لمصر على كيري، فأجاب باقتضاب: «نحترم نظم المعونة الأميركية. والقرار سيأتي سريعاً». وأشار إلى أنه كان واضحاً في لقاءاته في مصر في شأن «آمالنا بالتحرك في الطريق إلى المسار الديموقراطي حتى تواصل مصر تقدمها في العلاقات الداخلية مع أفراد الشعب المصري. تحدثنا أيضاً عن ضرورة منح المجتمع المدني الفرص الأساسية، واحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير والصحافة والمشاركة الشاملة لكل الشعب، وتحقيق العدالة». وفي ما يخص العراق والتدخلات العسكرية الإيرانية فيه، قال كيري: «كنا نعلم تماماً انخراط إيران في شمال العراق وشرقه، وكانت لدينا محادثات مع (رئيس الوزراء العراقي حيدر) العبادي وهو لم يخف ذلك». وأضاف: «نعلم أن إيران موجودة هناك ولها قوات تحارب وأن لها مصلحة. نحن نتفهم ذلك، ونتفهم أيضاً انخراط بعض المجموعات المسلحة التابعة لها في القتال». وأكد أن واشنطن «لا تنسق» مع إيران في شأن تلك العمليات العسكرية. وقال: «لا ننسق معهم ولا مفاوضات مباشرة معهم في شأن هذا العمل، لكن نعمل عن طريق الحكومة العراقية. نعلم أنهم يعملون على هزيمة داعش، لم نكن متفاجئين بمشاركة الإيرانيين في عملية تكريت، وفي جزء من العملية كانت هناك مشاركة من القبائل والعشائر السنية، ودعم أميركي لهم». وعن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي والانتخابات الإسرائيلية المرتقبة، قال كيري إن «الرئيس (باراك) أوباما ملتزم بحل الدولتين. مهما كانت خيارات الشعب الإسرائيلي فسيكون هناك تحرك إلى الأمام. لا أريد التحدث عن أي جوانب أخرى من نتائج الانتخابات، ولا أود أن أدلي بأي تصريح يمكن أن يُفهم خطأ... موقفنا طويل المدى في ما يخص السلام. اختيار الشعب الإسرائيلي سيلبي ليس فقط حاجاته الداخلية، لكن آمل أيضاً بأن يلبي التطلعات والآمال بالنسبة إلى السلام في المنطقة».