مخيم الدهيشة (الضفة الغربية) - أ ف ب - تتمنى الطفلة غزالة أن يكون والدها إبراهيم ووالدتها الأوكرانية الأصل إيرينا ضمن الأسرى الفلسطينيين المتوقع إطلاق سراحهم مقابل الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت المحتجز في غزة، بعد تواتر الأنباء عن قرب التوصل إلى صفقة تبادل بين الدولة العبرية وحركة «حماس». وتقول غزالة سراحنة ببراءة سنينها التسع: «لا أعرف إذا كانت والدتي ستخرج من السجن أم لا، ولا أعرف إذا كان والدي سيخرج. في كل مرة يقولون سيتحرران من الأسر ولا يحدث ذلك». ووالدة غزالة مسيحية من أوكرانيا اسمها السابق إيرينا بولياتشيك، والتقت إبراهيم، وهو من مخيم الدهيشة قرب بيت لحم في الضفة الغربية، في تل أبيب قبل أن يُسافرا إلى اوكرانيا حيث تزوجا وعاودت دخول إسرائيل بوثائق غير قانونية. وبعد زواجها من إبراهيم، اعتنقت الإسلام وأصبحت ترتدي الحجاب حتى أن مصدراً قانونياً ذكر خلال محاكمتها أنها باتت قريبة من حركة «الجهاد الإسلامي». واعتقلت إيرينا في 22 أيار (مايو) 2002 مع زوجها، وكانت غزالة بصحبتهما، بعد نقلهم فلسطينياً نفذ عملية تفجيرية في ريشون لتسيون قرب تل أبيب. واعتقدت الشرطة الإسرائيلية في البداية أن إيرينا يهودية روسية هاجرت إلى إسرائيل، قبل أن تكتشف أنها استخدمت لدخول البلاد هوية مسروقة باسم يهودية هاجرت من الاتحاد السوفياتي السابق تدعى مارينا بنسكي كانت هي الأخرى متزوجة لفترة قصيرة من فلسطيني يدعى أيضاً إبراهيم سراحنة. وحكمت عليها محكمة إسرائيلية بالسجن عشرين عاماً، وأصدرت على زوجها ستة أحكام بالسجن المؤبد. وتحضن غزالة جدتها الحاجة زينب السراحنة التي نشأت في كنفها وهي تحمل صورة أمها، ثم تعود لتحمل صورة والدها فصورة شقيقتها ياسمين التي تبلغ عشرة أعوام وتعيش مع جدتها أم والدتها في أوكرانيا. وقالت الحاجة زينب: «كانت غزالة رضيعة وعمرها سنة وأربعة أشهر عندما اعتقلت إيرينا وإبراهيم... بقيت غزالة مع والدتها في مركز التحقيق في المسكوبية في القدس لمدة أسبوع». وتحدثت عن الابنة الثانية لإيرينا، قائلة إن «ايرينا وضعت ياسمين أثناء زيارة لوالدتها في أوكرانيا وأبقتها هناك وهي ابنة شهرين لعدم تمكنها من توفير وثائق لها... لم يسمحوا لغزالة في البداية بزيارة والدتها في السجن. وبعد تدخل الصليب الأحمر بدأت تزورها». واوضحت أن «غزالة ما كانت تتقبل والدتها ومنذ سنة فقط بدأت تتقرب منها وتميل إليها». وتزور غزالة والدتها مرة في الشهر، لكنها لا تحمل رقم هوية فلسطينية أو إسرائيلية وفي بعض الأحيان يعيدونها من الحاجز الإسرائيلي. وقالت الطفلة: «الشهر الماضي بكيت على حاجز ترقوميا وأردت العودة أدراجي لأن المجندات أجبرنني على خلع ملابسي وحذائي أثناء التفتيش». أما الجدة، فروت كيف كانت غزالة تبكي ويغمى عليها وتتشنج وهي تردد «عيب أشلح»، لكن «المجندات لم يكترثن لذلك». وتروي غزالة كيف تستعد لزيارة والدتها، قائلة: «استيقظ في الساعة الثالثة صباحاً وينطلق الباص في الساعة الرابعة لنذهب إلى سجن هشارون للنساء. أخذت كتبي معي لأن عندي امتحانات وأدرس في الباص طوال الطريق». أما عن شقيقتها، فتقول: «أحب أن ألتقي أختي ياسمين. عندما تتكلم معي أعرف ثلاث كلمات بالروسية خراشو (جيد) و «يا تبيه لب لوا» (أحبك) و «منيه زافوت غزاله» (اسمي غزالة)». ويقول جدها أحمد السراحنة (74 عاماً) إن ثلاثة من أبنائه معتقلون في السجون الإسرائيلية منذ العام 2002، وهم إبراهيم (37 عاماً) والد غزالة، وخليل (30 عاماً) الذي صدر عليه حكمان بالسجن مدى الحياة وعشرين عاماً، وموسى (48 عاماً) الذي صدر عليه حكمان مماثلان. وأضاف: «أبلغني ابني خليل بأن لا أمل بخروجهم. أما إيرينا، فإسرائيل تهدد بإبعادها إلى اوكرانيا إذا حرروها وهي ترفض الإبعاد وتفضل البقاء في السجن». وكانت إسرائيل أفرجت في مطلع الشهر الماضي عن عشرين أسيرة إثر اتفاق غير مباشر مع حركة «حماس» بوساطة مصرية وألمانية مقابل شريط فيديو عن الجندي شاليت. وأكدت «حماس» أنها تسعى إلى إطلاق سراح الأسيرات كافة. ويشير رئيس «نادي الأسير الفلسطيني» في بيت لحم عبدالله زغاري إلى أن «هناك نحو 52 أسيرة فلسطينية في السجون الإسرائيلية، بمن فيهم ايرينا، نتوقع ان يتحررن ضمن صفقة شاليت». وقال إن عدد الأسرى يبلغ نحو 8500 وقد يصل إلى تسعة آلاف بسبب حدوث اعتقالات يومية. وأضاف أن «نحو ألف أسير صدرت عليهم أحكام عدة بالسجن المؤبد و118 أسيراً قضوا أكثر من عشرين عاماً في السجون، و11 أسيراً قضوا أكثر من 25 عاماً».