حرك القرار الذي اتخذته دولة الإمارات العربية المتحدة بترحيل 70 عائلة لبنانية تقيم على أراضيها خلال ساعات، الاتصالات الرسمية اللبنانية في اتجاه هذه الدولة الخليجية التي يعمل فيها أكثر من مئة ألف لبناني. وجزم رئيس الحكومة تمام سلام خلال توجهه إلى شرم الشيخ لتمثيل لبنان في مؤتمر اقتصادي لدعم مصر، ب»أن اللبنانيين غير مستهدفين في الإمارات وما حصل يأتي في سياق إجراءات أمنية تتخذها دولة الإمارات». وأعلن أنه سيتابع الموضوع، وبدأ بإجراء الاتصالات سعياً لإيجاد حل مناسب. وأكد أنه سيثير المسألة مع الإماراتيين الذين يشاركون في المؤتمر الاقتصادي للاستفسار أكثر عن أبعاده وخلفياته. وأعلن وزير الخارجية جبران باسيل أنه تبلغ من سفارة لبنان لدى دولة الإمارات، القرار. وجاء في بيان صادر عن الوزارة انه «فور ورود المعلومات من سفارة لبنان عن استدعاء السلطات الإماراتية عدداً من اللبنانيين والطلب منهم مغادرة أراضيها، أبلغ الوزير باسيل الرئيس سلام ومجلس الوزراء مجتمعاً بورود هذه المعلومات الأولية، وواصل اتصالاته بالمعنيين للوقوف على آخر المستجدات في هذا الملف وللاستفسار عن هذا الأمر ومعالجته، فاتصل بنظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان. وقام بالمراسلة الديبلوماسية اللازمة، وتابع كل هذه الاتصالات مع الرئيس سلام». ولفت بيان الوزارة إلى أنها «سعت إلى إعادة العلاقات اللبنانية - الإماراتية إلى أفضل ما يكون، وتجلى هذا الأمر في إعادة تعيين سفير للإمارات لدى لبنان أخيراً، وبدء مناقشة كل الإشكالات القنصلية والديبلوماسية والسياسية، وهي تعتبر أن اللبنانيين الموجودين في الإمارات يندمجون في شكل كامل ضمن المجتمع الإماراتي، ويلتزمون القوانين الإماراتية، وهم عامل خير وازدهار لهذا البلد العزيز، من دون أن يكون هناك تأثير أو تبعات لأي أمر إفرادي خارج هذا الإطار، أو جماعي محدود، على أوضاع الجالية اللبنانية في دولة الإمارات». ونقلت وكالة الأنباء المركزية عن «لجنة المبعدين» أن «عدد المرحّلين 70 عائلة وقد يتبلغون الأسباب في المطار عند رحيلهم». ورجحوا «أن تكون الأسباب سياسية ولأنهم من الطائفة الشيعية». وعلمت «الحياة» من مصادر وزارية أن باسيل أبلغ الرئيس سلام وقبل دقائق من انفضاض جلسة مجلس الوزراء أول من أمس أن دولة الإمارات طلبت من 70 لبنانياً مع عائلاتهم مغادرة البلاد في غضون 48 ساعة من دون الدخول في التفاصيل. وقالت المصادر الوزارية أن إبلاغ باسيل سلام بترحيل هؤلاء اللبنانيين جاء بعد أن قال وزير الصناعة حسين الحاج حسن إن سفارة الإمارات في بيروت تأخرت في منحه سمة الدخول إلى أبو ظبي لحضور مؤتمر الصناعات الغذائية الذي تستضيفه وتشارك فيه مؤسسات لبنانية. ولفتت إلى أن سلام قال للحاج حسن أنه وقبل توليه رئاسة الحكومة، طلب الحصول على سمة دخول لزيارة الإمارات لكن سفارتها في بيروت استجابت لطلبه بعد أن تأخرت في منحه إياها... وعزا سلام السبب إلى أن معظم الدول يتأخر في منح سمة دخول للذين يحملون جوازات سفر خاصة (يمنح للنواب والوزراء والديبلوماسيين. وكشفت عن أن سلام اتصل بوزير خارجة الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد لاستيضاحه الأمر وقالت أنه سيتابع قضية إبعاد اللبنانيين من المسؤولين في الإمارات على هامش مشاركته أمس في القمة الاقتصادية في شرم الشيخ.