أكد مدير الشؤون السياسية والمدنية في القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «يونيفيل» ميلوش شتروغر ان مسألة الانسحاب الإسرائيلي من الجزء الشمالي لقرية الغجر المحتلة «ليست موضوعاً للنقاش». وقال شتروغر في مؤتمر صحافي عقده أمس في استراحة صور ان «إسرائيل ملزمة بالانسحاب من هناك بموجب القرار الدولي 1701»، مشيراً الى أن «الوضع في الغجر فريد من نوعه حيث يقسم الخط الأزرق البلدة الى جزءين. جزء في الجولان والآخر في لبنان، وهناك عامل انساني يتعلق بحقوق السكان، كما ان وقوع بعض الأحداث الأمنية في تلك المنطقة أوجد أيضاً عاملاً أمنياً». ولفت الى اقتراح «يونيفيل» تسهيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجزء الشمالي من البلدة، «حيث أبلغت السلطات اللبنانية القوات الدولية الاستعداد للقبول بهذا الاقتراح، فيما ابلغت اسرائيل منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 الأمين العام للأمم المتحدة استعدادها لمناقشة قبول انسحاب جنودها من الغجر». وأمل بأن تتبلغ «يونيفيل» سريعاً من الجانب الإسرائيلي رداً رسمياً بالاتجاه الصحيح يضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي من الغجر. ورفض شتروغر الخوض في تفاصيل الاقتراح الذي تقدمت به «يونيفيل» من الجانبين اللبناني والإسرائيلي لتسهيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من الغجر. وقال: «فور التوصل الى اتفاق بهذا الخصوص سيتم الإعلان عنه لأن اي نقاش علني سيؤثر سلباً في المنطقة»، لافتاً الى أن «الإطار العام والأساسي في هذا الاقتراح هو تسهيل انسحاب الجيش الإسرائيلي». ووصف الطلعات الجوية الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية بأنها «ليست خرقاً للسيادة اللبنانية فحسب، بل هي خرق للقرار 1071»، مشيراً الى ان «كل خرق لهذا القرار من قبل الجانب الإسرائيلي تقوم «يونيفيل» بالاحتجاج عليه لدى السلطات الإسرائيلية»، ولافتاً الى طلبات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المتكررة من الجانب الإسرائيلي بوقف هذه الخروق. وتطرق شتروغر الى حادثتي خربة سلم وطيرفلسيه، معتبراً أن «ما جرى في خربة سلم شكل مصدر قلق للأمم المتحدة، لا سيما ان ذلك تزامن مع جرح 14 جندياً دولياً وتضرر عدد من آليات «يونيفيل»، معلناً أن القوات الدولية «أجرت تحقيقاتها وانتهت من ذلك، فيما تجري السلطات اللبنانية تحقيقاتها في شكل مستقل عن تحقيقاتنا». اما في ما يتعلق بحادثة طيرفلسيه، فقال ان التحقيق لا يزال مستمراً من قبلنا وهي تتحقق ما اذا كان في الأمر خرق للقرار 1701، فيما السلطات اللبنانية والجيش اللبناني يجريان تحقيقاً اوسع وأشمل لمعرفة ما اذا كان في الأمر طابع جنائي». وحول ما يتعلق بقيادة «يونيفيل»، أكد شتروغر أن «ولاية الجنرال كلاوديو غراتسيانو في قيادة «يونيفيل» تستمر للسنة الثالثة وهي تنتهي مع نهاية كانون الثاني (يناير) 2010. وتعيين قائد جديد أو التمديد للقائد الحالي امر منوط بالأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك». وأشار الى «ان المجتمع الدولي ما كان لينشر اكثر من 12 الف جندي من مختلف أنحاء العالم في هذه المنطقة لو لم يكن يأمل بالسلام». إلى ذلك، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن «القوات الإسرائيلية اطلقت خلال ليل أول من امس رشقات رشاشة من داخل الغجر السورية المحتلة على محيط القرية، وعلى حوض نبع الوزاني لأكثر من خمس دقائق، ما رفع من درجة استعداد قوات «يونيفيل» الموجودة في المنطقة، وكذلك قوات الجيش اللبناني». وأشار مندوب الوكالة الى «انه سجلت أمس حركة ملفتة للدوريات المؤللة المعادية على مقربة من السياج الشائك جنوباً، في مواجهة القطاع الشرقي في الجنوب».